قوات من الجيش الجزائري

قررت الجزائر، تعزيز رقابتها الأمنية على طول الحدود الفاصلة بينها وبين تونس التي تمتد من محافظة الطارف إلى تبسة وسوق اهراس التي تقع على طول الشريط الحدودي الجزائري، وجندوبة والكاف والقصرين على الجانب التونسي.

وباشرت قوات الجيش الجزائري، عقب الهجوم الأخير الذي استهدف في 11 يوليو الجاري دورية للحرس الوطني التونسي في منطقة عين سلطان بمحافظة جندوبة قرب الحدود التونسية الجزائرية،  وأدى إلى مقتل ستة من أعوان الحرس الوطني وإصابة ثلاثة أخرين، عمليات تمشيط واسعة النطاق على الشريط الحدودي المشترك بين الجزائر وتونس، مع قصف جوي لمواقع تتحصن فيها المجموعات الإرهابية، كما شهدت هذه المناطق تبادلا كثيفا لإطلاق النار، ولحد الساعة لم تكشف السلطات الأمنية التونسية عن القضاء على المجموعة الإرهابية التي تقف وراء الهجوم الأخير الذي وقع بمحافظة جندوبة، وهو ما دفع بالسلطات الأمنية الجزائرية إلى تعزيز رقابتها على طول الشريط الحدودي المشترك تفاديا لتسلل المجموعات الإرهابية التي تتحصن في أدغال الجبال التونسية.

 وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس الأربعاء، عن نجاح مصالح الأمن الجزائرية في تفكيك خلية لدعم وتموين المجموعات الإرهابية واستقطاب الشباب وتجنيدهم في صفوف هده المجموعات بمحافظة تبسة الحدودية مع تونس.

وحسب التفاصيل التي كشف عنها بيان المؤسسة العسكرية، تتكون الخلية من أربعة عشر عنصر دعم للجماعات الإرهابية بمحافظة تبسة الحدودية، وتتزامن هده العملية مع التعزيزات الأمنية التي نشرتها القوات الأمنية الجزائرية على طول الحدود الفاصلة بينها وبين تونس في الجهة الشمالية التي تمتد من الطارف إلى تبسة وسوق اهراس من الجانب الجزائري, وجندوبة والكاف والقصرين من الجانب التونسي, وجاء هذا عقب الهجوم الذي استهدف في 11 يوليو الجاري دورية للحرس الوطني التونسي في منطقة عين سلطان بولاية جندوبة، قرب الحدود التونسية الجزائرية، وأدى إلى مقتل ستة من أعوان الحرس الوطني وإصابة ثلاثة آخرين.

وشهدت هذه المحافظة الصائفة الماضية محاولات لتنفيذ اعتداءات إرهابية، حيث شهر يوليو 2017 جنديان وأصيب أربعة أخرون في انفجار قنبلة استهدفت دورية للجيش الجزائري في منطقة بئر العاتر بهذه المحافظة.

وتمكنت قوات الجيش الجزائري، خلال السداسي الأول من العام الجاري، من توقيف 57 عنصرا  لدعم للجماعات الارهابية وكشف وتدمير 311 مخبأ للإرهابيين وورشتين لصناعة المتفجرات.

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع, عن استسلام الإرهابي المسمى “يورو” المدعو “الحيمر” التحق بالجماعات الإرهابية عام 2016, كان بحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف ومخزني (02) ذخيرة مملوئين.

وبمنطقة عين قزام على حدود الجزائر مع مالي والنيجر، ضبطت قوات الجيش الجزائري مسدسين (02) رشاشين من نوع كلاشنيكوف وبندقية مضخية وكمية من الذخيرة ومركبتين (02) رباعيتي الدفع.

لترتفع بذلك حصيلة الإرهابيين الذين سلموا انفسهم للقوات العسكرية جنوب البلاد إلى 18 إرهابي منذ بداية شهر يوليو الجاري.

إلى ذلك اتفقت القيادات الأمنية التونسية والجزائرية،  في اجتماع أمني رفيع المستوى، انعقد مباشرة بعد هجوم جندوبة على إقامة غرفة عمليات مشتركة على الحدود لمطاردة الإرهابيين، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتحديد هوية المجموعات التي مازالت تنشط على الحدود.

ومباشرة بعد هذا الهجوم حذرت عدد من الدول رعاياها في تونس من الاقتراب من المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر،  خوفا من وقع أحداث أمنية ذات طبيعة إرهابية عالية،  على غرار بلجيكا،  وأشار بيان لوزارة خارجيتها إلى إمكانية سفر الرعايا البلجيكيين إلى تونس، باستثناء المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر”.

وعددت الوثيقة البلجيكية المنشورة على موقع وزارة الخارجية الرسمي المناطق المحظور زيارتها على الحدود مع ليبيا، وهي جنوب محور رجيم معتوق وبئر عون وبرج بورغيبة وبن قردان، التي تتواجد بها منطقة عسكرية أقامتها السلطات التونسية،  أما في المنطقة الحدودية مع الجزائر، فحذرت من زيارة مناطق غرب محور جندوبة والكاف والقصرين وفريانا وتمغزة، والمناطق الجبلية في محافظتي القصرين والكاف.

وأضافت الوثيقة أنه بسبب تهديد التنظيمات الإرهابية، التي قد تستهدف السياح الأجانب، هناك حاجة إلى الحذر إذ لا تزال هناك احتمالات وقوع أحداث أمنية أخرى ذات طبيعة إرهابية عالية.

وتوقعت الخارجية البلجيكية إمكانية حدوث اضطرابات اجتماعية مفاجئة، ولذلك أوصت بتفادي الأماكن الخاصة والعامة المزدحمة، بالإضافة إلى التجمعات الكبيرة والحشود.

وكان ستة من الحرس الوطني التونسي قتلوا وجرح ثلاثة آخرون إثر تعرّضهم لكمين بمنطقة عين سلطان (ولاية جندوبة)، على الحدود التّونسية – الجزائرية يوم 8 يوليو الجاري.