المجالس البلدية والولائية

يستعد 51 حزبا سياسيا في الجزائر لخوض غمار الحملة الدعائية للانتخابات البلدية المقررة يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل, التي ستنطلق الأحد، من أجل التنافس على مقاعد المجالس الولائية الـ 48 ومقاعد المجالس البلدية والتي يقدر عددها 1541 المنتشرة عبر البلاد, وسط مخاوف من تراجع نسبة المشاركة, في وقت تسعى السلطة الجزائرية جاهدة لرفع نسبة المشاركة والقضاء على فكرة العزوف الانتخابي الذي أصبح هاجسا يطارد الحكومة, بسبب تدني نسبة المشاركة في المواعيد الانتخابية الأخيرة والتي لم تتجاوز 40%.

وتسود حالة عدم الاكتراث ساعات قبيل انطلاق الحملة الانتخابية, في الشارع الجزائري, كما غابت أجواء الانتخابات والحديث عنها, في معظم الأحياء التي زارها " العرب اليوم " لرصد أولى انطباعات المواطنين عن هذه الانتخابات التي ستجرى في ظروف استثنائية ومميزة عن سابقتها بالنظر إلى الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الجزائر وبدأت انعكاساتها  تلقي بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين الجزائريين, وكذا فقدان الثقة في المنتخبين المحليين والمجالس البلدية والولائية السابق في حل مشاكل المواطنين الجزائريين, زيادة على هذا أظهرت بعض التشكيلات السياسية المحسوبة على جناح المعارضة استسلامها حتى قبيل انطلاق السباق بسبب العزوف عن الترشح وأيضا المشاكل التي رافقت عملية إيداع قوائم الترشحيات وحالة الغضب التي تفجرت في بعض المحافظات احتجاجا على الأسماء المرشحة, وبالنظر إلى هذه المعطيات ستجد الأحزاب صعوبة كبيرة في إقناع أكبر شريحة من الجزائريين للتوجه إلى مراكز التصويت واستدراج " الكتلة الصامتة " واستمالتها, وهو ما يوحي بتنامي المقاطعة والعزوف, في وقت توقع رئيس الوزراء الجزائري, أحمد أويحي, لدى نزوله ضيفا على برنامج بثه التلفزيون الحكومي ليلة الجمعة إلى السبت, ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة مقارنة بالتشريعات، محملا تراجعها إلى الأحزاب، وأضاف قائلا " لكن تراجع نسبة المشاركة ليس عقدة، ولا تنفرد به الجزائر ففي أمريكا ينتخب الرئيس الذي يقود العالم بأقل من 50%، والبرلمان الأوروبي سجلت فيه نسبة مشاركة بـ 24% ".

وبذلت السلطات في البلاد, طيلة الأسابيع الماضية, جهودا كبيرة لإنجاح الموعد الانتخابي المنتظر عبر حشد مشاركة شعبية كبيرة, وتوالت تصريحات  كبار المسؤولين في الدولة مثل رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي ووزير الداخلية نور الدين بدوي إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات كونها تشكل محطة هامة, واستبقت الحكمة الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية عبر حملة إعلامية ودعائية تحت شعار " لنبني بلادنا معا شملت القنوات التلفزيونية والإذاعات الحكومي وأيضا الشوارع والساحات العمومية.

واستبق رواد مواقع التواصل الاجتماعي, انطلاق الحملة الانتخابية بنشر صور وتعليقات ساخرة من الانتخابات والراغبين أيضا في الظفر بمنصبي رئيس البلدية أو ما يعرف لدى الجزائريين بـ " المير " ورئيس المجلس الشعبي الولائي خاصة ذوي المستوى التعليمي المحدود, وقال أحدهم " الانتخابات البلدية في الجزائر, الأمي يترشح لمنصب رئيس البلدية والمتخرج من الجامعة تجده جالس

دون عمل ".
للإشارة بلغ عدد المرشحين للانتخابات البلدية بلغ 165.000 مرشح للمجالس الشعبية البلدية موزعين على 9575 قائمة انتخابية و16.600 بالمائة للمجالس الشعبية الولائية موزعين على 621 قائمة انتخابية, وبالنسبة لمرشحي المجالس البلدية، فإن 51,5 % منهم دون سن ال40 و4,5 % تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، 25 % من ذوي المستوى الجامعي، 59 % ذوي مستوى ثانوي و16 % من ذوي المستوى الابتدائي, في حين بلغ عدد المرشحين لهذا الموعد من العنصر النسائي 18 % . أما مرشحي المجالس الولائية فإن 48 % منهم تقل أعمارهم عن 40 عامًا و4,8% نسائي, 34,5 % من المرشحين من ذوي المستوى الجامعي, و52,5 ذوي مستوى ثانوي وأساسي و13 % ذوي مستوى ابتدائي.