العطش يفتك بثلاثة أفارقة في طريقهم من ليبيا

كشف مصدر أمني جزائري عن العثور على جثث ثلاثة أفارقة في صحراء الدبداب، الحدودية مع ليبيا، شمال محافظة إيليزي، أقصى جنوب الجزائر, في درجة متقدمة من العفن, يرجح أنهم كانوا بصدد قطع المسافة الفاصلة بين المدينتين مشيًا على الأقدام, أو أن المنظمات والشبكات التي تقف وراء الهجرة غير الشرعية تخلت عنهم, وماتوا عطشًا لدى محاولتهم اختراق الحدود، مشيرًا إلى تحويل الجثث الثلاثة إلى مصلحة حفظ الجثث، التابعة لإحدى المؤسسات العمومية القريبة من المنطقة.

وتفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية على الطريق الوطني رقم 3، الرابط بين محافظتي ورقلة وإيليزي, حيث تتوافد يوميًا قوافل عشرات المهاجرين غير الشرعيين, يمشون مسافات طويلة لكنهم يصطدمون بالحواجز التي تفرضها القوات الأمنية الجزائرية، والتي ضيقت الخناق على دخول المهاجرين السريين خوفًا من استغلال المتطرفين قوافل المهاجرين الأفارقة لدخول البلاد، بناءً على معلومات أمنية تفيد بتحركهم بوثائق مزورة. وأكدت دراسة أعدها معهد الدراسات الأمنية في أفريقيا، استخدام الأفارقة ثلاثة مسارات، للوصول إلى ليبيا, ومنها إلى أوروبا، هي المسار الشرقي، والمسار الأوسط، والمسار الغربي، وتمثل ثلاثتها البوابات الرئيسية للوصول إلى الجنوب الليبي, ويعتبر المسار الغربي أقل شعبية من المسارات الأخرى حاليًا، لأسباب عدة، أهمها أن العبور من الجزائر يتطلب وجود أوراق رسمية وتأشيرة دخول، وهو ما لا يملكه معظم المهاجرين، لذا يضطر المهاجرون للاعتماد على شبكات التهريب في الجزائر، ودفع رسوم مالية كبيرة، ولهذا فإن استخدام المسار الغربي يعد أكثر تعقيدًا وأغلى من المسارات الأخرى.