عبد العزيز بلعيد

اتهمت أحزاب سياسية في الجزائر, في إطار الحملة الدعائية للانتخابات البلدية المقررة يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل, السلطة بتشجيع الشباب على الهجرة إلى الخارج بسبب إخفاقها في توفير ظروف العيش الكريم خاصة في ظل الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلاد بسبب الأزمة التي طرقت أبوابها عام 2014 بعد تراجع أسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية.

وقال رئيس حزب جبهة المستقبل, عبد العزيز بلعيد, في تجمع شعبي نظمه في محافظة تلمسان, إن السلطة في البلاد تتحمل مسؤولية رغبة الشباب في الهجرة نحو الخارج. وشدد على ضرورة توفير أبسط الحقوق للمواطن الجزائري كالسكن والعمل اللذان يضمنان له العيش الكريم, قائلا إن الممارسات السلبية في حقه لا تجلب الاستقرار" بل هذا الأخير "يأتي بالتضامن واستعمال الذكاء لأن استعمال الحيل مع المواطن خاصة الشباب يجرنا إلى عديد الظواهر أبرزها الطوابير أمام السفارات الأجنبية من أجل الهجرة أو الهجرة غير الشرعية ".

ويرى أنه من الضروري بناء مستقبل زاهر لأبنائنا وشبابنا بطريقة شفافة ونزيهة بتفادي التزوير والقضاء على الفساد والظواهر التي طغت على الساحة السياسية. ودعا رئيس حركة الإصلاح الوطني, فيلالي غويني, إلى ضرورة معالجة مشكل هجرة الأدمغة والهجرة غير الشرعية علاجا متكاملا ليس من شقه القانوني والردعي بل من خلال تكريس دولة القانون والتنمية البشرية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وانتقد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية, حزب سياسي جزائري معارض, موسى تواتي, السلطات الجزائرية قائلا إن الشباب الجزائري أظهر أن لديه كفاءات علمية عالية في كبرى دول العالم لكن السلطة في الجزائر تدفع بأبنائها إلى الهجرة نحو الخارج للظفر بالعيش الكريم. وقال تواتي إن هذه للأسف لم تجد في الجزائر من يوفر فضاءات الابتكار والاهتمام بالبحث العلمي، ولذلك اضطرت إلى الهجرة بحثاً عن دول تستقبلها".

ويرى رئيس حزب طلائع الحريات, ومنافس الرئيس في رئاسيات 2014, علي بن فليس, إن اليأس هو من يدفع الشباب إلى الهجرة نحو الخارج, بسبب تجاهل السلطة لحل المشاكل الاجتماعية ومطالب الشباب إلى الهجرة واستمرارها في شراء السلم الاجتماعي.

وجاءت هذه الانتقادات بعد الحادثة التي شهدها أخيرًا المركز الثقافي الفرنسي, بعد تدفق الشباب والطلبة الجزائريين على المركز الثقافي الفرنسي, وأثارت سخرية واستياء مدونين ونشطاء على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي, حيث قضى آلاف الشباب الليل في العراء عند المركز في انتظار دورهم لإجراء اختبارات في اللغة الفرنسية بغرض الهجرة أو التسجيل في جامعات فرنسية لمواصلة التعليم والحصول على فرصة الإقامة في فرنسا والقارة الأوروبية. وأيضا شهدت الجزائر في الفترة الأخيرة ارتفاعًا لافتًا لظاهرة الهجرة غير الشرعية, حيث اعترض حراس خفر السواحل قرابة 699 شخصًا على متن قوارب الموت في عرض البحر.