ظريفة بن مهيدي

طالبت ظريفة حساني بن مهيدي شقيقة الشهيد البطل العربي بن مهيدي يوم الخميس بالجزائر العاصمة، فرنسا ب"الاعتراف بجرائمها والاعتذار" عن الجرائم التي اقترفتها طيلة 132 سنة من الاستعمار الغاشم.

وشددت السيدة بن مهيدي في تصريح لواج بمناسبة إحياء متحف المجاهد للذكرى ال58 لاستشهاد البطل العربي بن مهيدي على ضرورة "اعتراف فرنسا بجرائمها الحربية ضد الجزائريين و تقديم الاعتذار للجزائر" مؤكدة انه  مادامت فرنسا "لا تطلب الاعتذار فالجزائريون لا يغتفرون جرائمها".

أما بالنسبة لمطلب التعويض فأكدت السيدة بن مهيدي أنها "ضد مطلب التعويض" وأنها "ترفض شخصيا الحصول على ثمن لجرائم فرنسا ضد الجزائريين" مستطردة بأنه اذا كان التعويض لصالح الدولة الجزائرية فانها ترحب بذلك.

ومن جهة أخرى إعتبرت شقيقة الشهيد بن مهيدي أن كتابة التاريخ لا بد أن تتم "في الجزائر بأقلام جزائرية وأساتذة جزائريين مشيرة الى أن كتابة التاريخ اذا كانت من أقلام فرنسية فالاغلبية منها غير صحيحة". و أضافت انه "من المستحيل أن يقوم العدو بكتابة التاريخ كما ينبغي".

كما دعت السلطات الجزائرية إلى ضرورة رد الإعتبار للشهداء و الشهيدات "ماديا و معنويا" بهدف الحفاظ على كرامة الجزائريين و حتى "نبقى --كما قالت-- مرفوعي الرأس".

و في حديثها عن نظال شقيقها أكدت أن أخاها الذي ولد سنة 1923 بدوار الكواهي غير بعيد عن عين مليلة كان الأصغر في عائلة تتكون من 3 بنات وصبيين حيث تابع تعليمه الابتدائي بباتنة ثم التحق ببسكرة حيث كفله خاله لإتمام دراسته الثانوية قبل أن ينضم بدءا من سنة 1939 إلى صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية.

وحسبها فقد كان بن مهيدي "ذو حماس كبير" لا سيما وأنه عايش الإضطهاد الذي مارسه الإستعمار الفرنسي على عائلته من خلال حرقه لاربعة مزارع كانت ملكا لجده وكذا الزاوية التي كان يحفظ بها القرآن الكريم نظرا لرفض والده و جده الإمضاء على وثيقة تعطي الولاء لفرنسا في ملكية الأراضي الجزائرية.

كما كان يتميز بن مهيدي بحبه وغيرته عن الوطن حيث انضم الى الحركة الوطنية و بدأ النظال السياسي مع بوضياف و ديدوش مراد و غيرهم.

وبالمناسبة روت السيدة ظريفة حساني ماجرى من حوار في منزل العائلة بقسنطينة دار بين الشهيد بن مهيدي و محمد بوضياف عن  تفجير الثورة،مؤكدة أن مهيدي كان "ذو نظرة مستقبلية ثاقبة" جعلته يصر على ضرورة العمل المسلح و"لكنه كان محتار في نفس الوقت عن مصيرالجزائريين بعد 20 او30 سنة من الإستقلال".

للتذكير يعد العربي بن مهيدي عضوا مؤسسا لجبهة التحرير الوطني.

أما خلال ثورة التحرير الوطنية فقد أسندت له قيادة منطقة وهران و بعد مشاركته في مؤتمر الصومام في سنة 1956 اشرف على قيادة منطقة الجزائر العاصمة لينظم أولى العمليات ضد المحتل الفرنسي.

و بخصوص الجدال الذي اثاره الفرنسيون حول مسألة استشهاه أكد استاذ التاريخ بشير مدني من جهته أن انتحار بن مهيدي 'أكذوبة" لا سيما بعد اعترافات الجنرال بول أوساريس.

وحسبه فان بن مهيدي تم اعتقاله من طرف مظليي الجيش الفرنسي في 23 فبراير1957، بعد أن شارك في أولى هجومات معركة الجزائر العاصمة بمزرعة مهجورة تابعة لأحد المعمرين المتطرفين حيث رفض الكلام تحت التعذيب قبل أن يتم إعدامه من طرف الجنرال أوساريس بين مكانين هما فيلا سوزيني بأعالي العاصمة (المدنية حاليا) و مزرعة ضيعة بوقندورة (الاربعاء) الواقعة على بعد 20 كلم جنوب العاصمة  في ليلة ال3 إلى ال4 من شهر مارس 1957.