المباني القديمة في الجزائر

استيقظ سكان العديد من الأحياء في العاصمة الجزائرية صباح اليوم على زلزال بقوة 6ر5 على سلم ريختر اسفر عن مقتل ستة أشخاص واصابة 420 آخرين فضلا عن حالة من الهلع أعادت للأذهان الزلزال الذي ضرب الجزائر عام 2003 وراح ضحيته آنذاك ألفي قتيل. غير أن الزلزال اليوم أحيا مجددا مطالبات العديد من المنظمات والجمعيات ولاسيما سكان المدينة العتيقة بترحيل الأحياء القديمة من العاصمة الجزائرية والتي يعود بناؤها الى الفترة الاستعمارية بعد ان أصبحت تشكل تهديدا على حياة السكان نظرا لأنها آيلة للسقوط. وعاش سكان أحياء (سوسطارة) و(بولوغين) بباب الوادي في العاصمة الجزائر اليوم على وقع الخوف والفزع بسبب الزلزال الذي اخرجتهم عن صمتهم ودفعهم للخروج الى الشارع والتوجه الى مقر محافظة العاصمة للمطالبة بترحيلهم نحو مساكن لائقة. في هذا الصدد كشف المواطن الجزائري علي لكحل (62 سنة) في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه يقطن بناية بمنطقة (القصبة) العتيقة بأعالي دائرة باب الوادي منذ 30 عاما مضيفا بأنه طالب مرارا السلطات المحلية بترحيله لسكن لائق الا أنه “لا حياة لمن تنادي” وفق تعبيره. وعلى غرار سكان (القصبة) شدد أهالي حي (سوسطارة) الشعبي في تصريحات متفرقة ل(كونا) على ضرورة ترحيلهم من هذه المباني التي عزز زلزال اليوم من تشققاتها حتى شارفت على التحول على ركام. وعلى الرغم من الاوجاع وحالة الهلع التي سادت أروقة هذه الاحياء ووجه أهاليها الحزينة إلا أن “الأمل في ترحيلهم من هذه المباني القديمة التي تعود الى الفترة العثمانية والاستعمارية يبقى كبيرا خصوصا أمام وعود الحكومة بترحيلهم في القريب العاجل” وفق تعبير أحد السكان. في السياق ذاته أوضح رئيس المجمع الجزائري للمهندسين عبدالحميد بوداود في تصريح ل(كونا) عبر الهاتف أن العاصمة الجزائرية تحتوي على سبعة أحياء قديمة موزعة على عدة بلديات داعيا الى تهديمها وترحيل سكانها. وذكر بوداود أن العاصمة الجزائر تحوي أكثر من 25 ألف بيت قديم “موجودة في الخانة الحمراء والبرتقالية ويجب تهديمها” خشية تحطمها على سكانها في الكوارث كالزلازل والفيضانات. من جانبه أكد وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز في تصريح للتلفزيون الرسمي أنه سيتم غدا ترحيل نحو 450 عائلة من منطقة باب الوادي شرقي العاصمة الجزائرية القديمة الى منازل جديدة متعهدا باعادة اسكان كل المتضررين من الزلزال الذي ضرب العاصمة الجزائرية فجر اليوم. وحذر رئيس (نادي المخاطر الكبرى) الدكتور عبدالكريم شلغوم في تصريح ل(كونا) من أن الجزائر مصنفة من المناطق الزلزالية مؤكدا أن الرجة الأرضية التي ضربت العاصمة اليوم تدخل في اطار نشاط زلزالي عادي وليس لها علاقة بدرجات الحرارة. واشار الى أن الجزائر شهدت اليوم 30 رجة ارتدادية للزلزال الرئيسي الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص واصابة أكثر من 420 آخرين.