دعا وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القوى السياسية جميعها لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها خلال أسبوع واحد فقط. وقال السيسي في بيان ألقاه أثناء حضور الندوة التثقيفية الخامسة التي نظمتها القوات المسلحة في مسرح الجلاء الأحد، "إن القوات المسلحة على وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام، وولاء رجالها لمصر وشعبها". وأضاف السيسي أن القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسؤولية في أب/أغسطس الماضي، "أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي، وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها، وما تم من إنجازات في هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة". وأشار السيسي إلى أن هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، و"يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع، ولكنها تضر به، وتهدد الأمن القومي المصري، ولسنا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه". وأكد السيسي أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية، وهي جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ من يعتقد أنه بأي حال من الأحوال يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها. وأضاف السيسي أن "إرادة الشعب المصري هي التي تحكم المصريين ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدي على إرادة الشعب، وليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه". وأشار إلى أن الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه هي إساءة للوطنية المصرية، والشعب المصري بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، ولن تقف القوات المسلحة صامتة بعد الآن على أي إساءة قادمة تُوجه للجيش، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري، والجيش المصري كتلة واحدة صلبة ومتماسكة، وعلى قلب رجل واحد، يثق في قيادته وقدرتها. ولفت السيسي إلى أن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي، إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين، أو الفتنة الطائفية، أو انهيار مؤسسات الدولة. وتلقت القوى السياسية بيان السيسي بنوع من الجدل بينهم، من اعتبره رسالة تهديدية لجماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم، وتحذير للمعارضة والتشديد على التوافق بينهم وبين الرئيس محمد مرسي. وقال عضو جبهة الإنقاذ الوطني عصام شيحة لـ"العرب اليوم" إن الجيش أعلنها صريحة أنه لن يقف أمام ترويع المصريين وتهديدهم بالمطالبة بحقوقهم وتصحيح مسار ثورة 25 كانون الثاني/يناير. وأضاف شيحة أن الجيش لا يريد العودة للسلطة ولكن يريد أن يكون هناك توافق وعدم العودة للفترة الانتقالية مجددا، وأن يخضع النظام لمطالبات الشارع. فيما قال أستاذ العلوم السياسية محمد عبد الشافي، "إن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لها رسالة واضحة وهي إما تتفق القوى السياسية أو يتدخل الجيش لصالح الشعب ويحميه من أي أطماع سياسية". وأضاف عبد الشافي لـ"العرب اليوم" أن رسالة السيسى "محايدة" وتأتي في صالح الشعب وحده ولن تنحاز للإخوان أو المعارضة. فيما قال الكاتب الصحافي وعضو مجلس الشعب المنحل مصطفى بكري "إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي التقى بالرئيس محمد مرسى في القصر الجمهوري بناء على طلب مرسي والاجتماع انتهى منذ قليل وتوجه السيسي إلى وزارة الدفاع". وأضاف بكري عبر تغريدة له على "تويتر": "مرسي كان غاضبا من بيان السيسي بعدما قال إن الجيش لن يقف صامتا أمام المخاطر التي تهدد الدولة بالسقوط وطلب من مرسي التدخل لوقف التهديدات". وأضاف النائب البرلمانى "إنه عندما يعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن الجيش تجنب الفترة الماضية أن يكون بعيدا عن المعترك السياسى ولكن مسؤوليته الوطنية تحتم عليه التدخل الآن لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم، فأعلم أن الجيش قرر أن يكون صاحب كلمة الفصل، وسيلزم مرسي بالاستجابة لمطالب الشعب". في المقابل قال القيادي الإخواني مصطفى عزب، "إن رسالة الفريق السيسي تحذر المعارضة من أي محاولات لحرق البلاد، وإما التوافق مع النظام والخضوع للحوار إما التدخل في العملية السياسية". وأضاف عزب لـ "العرب اليوم" أن رسالة الجيش تتماشى مع وجهة نظر الحزب بأننا نرفض العنف ونطالب بالسلمية.