حريق شركة النظافة بالعريش

هاجم مسلحون تابعون لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان، مجمع خدمات تابع لشركة النظافة «كير سيرفيس» بحي الزهور بالعريش، لمدة 20 دقيقة في الساعات الأولى من صباح الأحد، دون وقوع إصابات في صفوف العاملين بالشركة.

وقالت المصادر الأمنية وشهود العيان، إن أكثر من 15 مسلحًا من تنظيم أنصار بيت المقدس يرتدون ملابس سوداء ومقنعين، جاءوا مترجلين من اتجاه الطريق الدائري بناحية الجنوب، وقاموا باقتحام مجمع خدمات تابع للشركة يضم مبني سكني للعمال وورشة ميكانيكية ومخزن للأدوات ومهمات النظافة، بعد تقسيم أنفسهم إلى 3 مجموعات، حيث يبعد المجمع نحو مائتي متر عن الطريق الدائري حول مدينة العريش.

وأضافت المصادر،أن المجموعة الأولي قامت بإخراج العاملين تحت تهديد الأسلحة الآلية إلى خارج أماكن الإقامة والمبيت، والتنبيه عليهم بالرحيل فورًا إلى محافظاتهم وعدم العمل بالعريش مرة أخرى، بينما قامت المجموعة الثانية والثالثة بسكب البنزين على المعدات المهمات والسيارات الخاصة بالحملة الميكانيكية، وإشعال النيران بها، حيث خلفت النيران سحابه كبيرة من الدخان الأسود في سماء المنطقة، بجانب وقوع عدة إنفجارات متتالية نتيجة انفجار خزانات الوقود بالسيارات التي تم إشعال النيران بها.

وأشارت المصادر إلى أن الخسائر الأولية للحادث قدرت بنحو 22 مليون جنيه نتيجة احتراق 26 سيارة 3/4 ماركة إيسوزو خاصة بجمع القمامة، و4 سيارات مكبس «مكنسة» لنظافة الشوارع من بنها سيارتين مملوكتين للشركة وسيارتين مؤجرتين من إحدى الجمعيات الأهلية بالعريش، سيارتين لوري كبيرة لجمع الحجارة الصغيرة «الأتربة» من الشوارع، وسيارتين «دوبل كابينه»، و3 لوادر كبيرة، جرار زرعي، 5 دراجات نارية بصندوق للتدخل السريع فور ورود شكاوي للشركة، بجانب تدمير الورشة الميكانيكية الخاصة باصلاح السيارات، ومخزن المهمات والأدوات الخاصة بالنظافة.

وأعلنت المصادر نجاة 125 عاملًا بالشركة من عمال نظافة ومشرفين وسائقين، حيث أصيبوا فقط بحالة من الرعب والهلع الشديد، نتيجة قيام المسلحين بايقاظهم من النوم وتهديدهم بالأسلحة الآلية، مشيرة إلى تلقي الشركة عدة تهديدات سابقة بعدم رفع القمامة من المنشآت الأمنية والشرطية، وهو ما لم تستجب له الشركة.

وقالت المصادر، إن منظومة النظافة توقفت داخل مدينة العريش، حيث يقوم العاملون بالشركة برفع من 100 إلى 120 طنًا من القمامة يوميًا، خاصة بعد زيادة عدد السكان، بعد وصول مئات الأسر من رفح والشيخ زويد، والإقامة بمختلف أحياء وتجمعات العريش.

وأشارت المصادر، إلى أن الشركة بدأت العمل بشمال سيناء في 12 فبراير عام 2011، حيث قامت المحافظة بالتعاقد معها لتتولى أعمال النظافة بمدينة العريش مقابل 1.6 مليون جنيه شهريًا، بتكلفة سنوية إجمالية بمبلغ 19.1 مليون سنويًا تتحمل وزارة المالية منها 16 مليون جنيه والباقي تتحمله المحافظة، فيما تم تجديد التعاقد مع المحافظة لمدة 5 سنوات بنفس التكلفة اعتبارًا من 12 فبراير المقبل.

وقالت المصادر إنه في حال توقف الشركة عن العمل بالعريش، وهو الخيار الوحيد أمام إدارة الشركة بالقاهرة، سيتم تشريد نحو 300 أسرة من العاملين بمختلف قطاعات الشركة بالعريش، بجانب انتشار القمامة بالشوارع والميادين، وانتشار الأوبئة والأمراض، فيما كشفت مصادر بمجلس مدينة العريش، أن المجلس سيقوم بمهام النظافة داخل المدينة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال في حال قررت الشركة وقف نشاطها بشمال سيناء.