القاهرة - العرب اليوم
تشكل الحدود الطويلة بين ليبيا ومصر أحد أكبر التحديات بالنسبة إلى الجيش المصري، رغم الجهود المكثفة التي يقوم بها.
ويرى خبراء عسكريون أن هذه الحدود يستحيل تأمينها بالكامل خاصة وأنها تقع في مناطق صحراوية وعرة، كما أنه على الجانب المقابل لا توجد رقابة يمكن التعويل عليها، لافتين إلا أن مشكلة الحدود لن تحل وستظل صداعا مزمنا لمصر ما لم يتم التوصل إلى تسوية في ليبيا تعيد مؤسساتها إلى دورة الحياة.
وأعلن الجيش المصري الأحد، إحباط عملية اختراق لحدود بلاده الغربية مع ليبيا، عبر قصف جوي أسفر عن تدمير 15 سيارة محملة بأسلحة وذخائر.
وهذه المرة الثانية خلال نحو ثلاثة أسابيع التي يعلن فيها الجيش المصري توجيه ضربات جوية تجاه أهداف يقول إنها معادية على حدود بلاده مع ليبيا.
وسبق أن شهدت هذه الحدود مناوشات مسلحة بين إرهابيين والجيش المصري، عقب عمليات إرهابية نفذت في الداخل المصري.
وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وأزمة سياسية تتمثل في وجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما “الوفاق الوطني” (معترف بها دوليا)، و”الإنقاذ”، إضافة إلى حكومة عبدالله الثني بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن البرلمان الذي يحظى بشرعية دولية.
ويقول محللون إن على مصر أن تنزل بثقلها لحل الأزمة سياسيا مع إقناع الدول الحليفة ومن بينها واشنطن بضرورة وضع استراتيجية واضحة لمحاربة الإرهاب في ليبيا. والتقى الأحد رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمود حجازي، قائد القوات البرية للقيادة المركزية الأميركية، مايكل جاريت، حيث بحث معه سبل مواجهة تحديات المنطقة ومنها محاربة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن طريقة التعاطي المجتزئ للولايات المتحدة الأميركية في معركتها ضد الإرهاب لن تحقق النتائج المطلوبة لإنهاء هذا التهديد الذي لا يتربص فقط بدول المنطقة بل بالعالم أجمع، وأنه لابد من وضع استراتيجية شاملة.