فوجئ أهالي منطقة العجوزة بالعثور على جثة شاب مجهول الهوية مقتولًا داخل سيارته بالقرب من السيرك القومي، وعلى الفور انتقل ضباط مباحث العجوزة إلى موقع الحادث، وبالفحص تبين أن الجثة لضابط بقسم الدقي، وبها إصابات بطلقات نارية، وآثار دماء.

ووفقًا لما ذكره شهود العيان، كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة من صباح الثلاثاء، حيث تلقى ضابط مباحث العجوزة إخطارًا من شرطة النجدة بتلقي بلاغ بالعثور على جثة لشاب داخل سيارته بالقرب من السيرك القومي. وفور تلقي البلاغ انتقل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، بصحبة فريق من المباحث من بينهم اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، إلى مكان البلاغ، وتبين العثور على سيارة ملاكي بداخلها جثة شاب مصاب بطلق ناري في الصدر ممسكا في يده "طبنجة"، وداخل ملابسه متعلقاته الشخصية.

وتبين بفحصها، طبقا لما ورد في محضر الشرطة، أن الجثة لضابط شرطة يدعى محمد رأفت، برتبة ملازم أول وهو ضابط في فرقة مباحث وسط الجيزة، كما تبين أنه متغيب عن العمل منذ 24 ساعة. وبعد وصول الأجهزة الأمنية إلى مسرح الجريمة، أخطر اللواء إبراهيم الديب، المستشار وائل الدرديري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بتفاصيل الواقعة، وانتقل محمد شرف رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة إلى مسرح الجريمة، وطبقا للمعاينة التي سجلتها النيابة جاءت تفاصيلها كالتالي:

أكدت المعاينة الأولية التي أجرتها النيابة في مسرح الجريمة اختراق طلقة نارية صدر الضابط والكرسي الذي يجلس عليه وخرجت من الجهة الأخرى، وتم التحفظ على فارغ الطلقة وعرضه على المعمل الجنائي لبيان ما إذا كانت طلقة ميري، من عدمه.

كما أسفرت المعاينة عن العثور على أدوية لعلاج الاكتئاب بجوار الجثة، ولا يوجد أي كسر في زجاج السيارة، وأن الوفاة وقعت قبل 6 ساعات من العثور على الجثة. وعقب الانتهاء من المعاينة تحفظت النيابة على كاميرات المراقبة القريبة من مكان العثور على الجثة، وعرضت جثة الضابط على الطب الشرعي لتشريحها لبيان سبب الوفاة.

وكشفت وزارة الداخلية عن الملف الشخصي للضابط القتيل، حيث قالت إن الضابط محمود رأفت رتبة ملازم أول في الداخلية، تخرج منذ عام 2015 في كلية الشرطة، والتحق بالعمل في مديرية أمن الجيزة. وكان الضابط محمود رأفت ضمن ضابط فرقة وسط الجيزة المسؤولة عن مكافحة الجريمة والتصدي لها بدائرة قسم شرطة العجوزة والدقي، كما شارك في الكشف عن العديد من جرائم القتل والسرقات، أبرزها: توقيف المتهمين باقتحام وسرقة شقة المستشار السياسي لسفارة أوزباكستان، وتوقيف المتهم بسرقة شقة رجل أعمال كويتي الجنسية منذ أسبوع في العجوزة، مشيرين إلى أنه ليس له أي خلافات شخصية مع أحد.

استمرت المعاينة الأولية قرابة الثلاثة ساعات قبل نقل الجثة إلى المستشفى، حيث لم يحدد فريق البحث طبيعة الواقعة جريمة قتل أم انتحار. ومن جانبه، قال مصدر بمديرية أمن الجيزة، أحد المشاركين في فريق التحقيق، إن الواقعة لا تزال قيد التحقيق، وهناك فريقا من المباحث يواصل البحث لكشف ملابسات الواقعة ومعرفة ما إذا كانت انتحارا من عدمه، خاصة بعدما عثرت القوات على أدوية اكتئاب داخل سيارة الضابط.

وكانت العلامة الغريبة في السيارة هو عدم وجود أي كسر في زجاج السيارة وجميع المتعلقات الشخصية الخاصة بالضبط في السيارة سلاحه الميري، حافظة نقوده، وهاتفه، كما هي دون لمسها. وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه أن القوات تواصل فحص الكاميرات القريبة من مكان العثور على السيارة، لمعرفة ما إذا كان هناك أحد الأشخاص المجهولين يجلس معه في السيارة في وقت معاصر للجريمة من عدمه، كما تفحص القوات عددا من المشتبه فيهم.