القس سمعان شحاتة

فاجأ أحمد سعيد، المتهم بقتل القس سمعان شحاتة في منطقة المرج، الجميع، في جلسة محاكمته أمس الأربعاء، ورد على سؤال هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة: هل قتلت القس سمعان شحاتة؟ بورقة مدوّن بها أسماء قيادات جماعة الإخوان الإرهابية واللاعبين محمد أبو تريكة وهادي خشبة. وبعد إثبات الواقعة بمحضر الجلسة؛ تساءل البعض هل هيئة المحكمة مُلزمة باستدعاء الأشخاص الذين يتم التحديث بشأنهم من قبل المتهمين خلال سير الجلسات للاستماع لأقوالهم أم لا؟.
 
وأجمع قانونيونعلى أن المحكمة لديها كامل السلطة التقديرية في إدارة جلسات القضية، والاكتفاء بإثبات ما يدور بالجلسات –وفق رؤيتها- دون استدعاء أحد؛ بخاصة في حالة قيام المتهم بإثارة معلومات تتعلق بأشخاص جدد بالقضية ولم يصرح بها في تحقيقات النيابة. وتضمنت الورقة التي تقدم بها المتهم خلال الجلسة بعض الأسماء وهم؛ "محمد بديع مرشد الإخوان، وخيرت الشاطر، وعصام العريان، ومحمد البلتاجي أعضاء التنظيم، وهادي خشبة ومحمد أبوتريكة نجما الأهلي السابقان"، وقال المتهم للمحكمة "يشهد بها عليَ ربي".
 
ويقول المستشار عبد الستار إمام رئيس محكمة الجنايات الأسبق، إن هيئة المحكمة تقوم بإثبات كافة التفاصيل المذكورة بمحضر جلسات القضية، لكنها غير ملزمة باستدعاء الأشخاص الذين يتم تداول أسمائهم خلال سير الجلسة، مضيفًا أن قرار محكمة الجنايات إحالة أوراق المتهم بمقتل القس سمعان إلى فضيلة المفتي، وعدم استدعاء الشخصيات المذكورة بورقة المتهم يعد قرارًا سليمًا باعتبار أن المتهم لم يصرح بأية معلومات تخص هذه الأسماء في تحقيقات النيابة العامة، كما أن التحريات لم تثبت علاقته بالشخصيات المذكورة.
 
وأضاف "كثير من المتهمين يلجؤون لحيل عدة مثل ذكر أسماء شخصيات وهمية ليس لها علاقة بالقضية لإطالة أمد التقاضي وعدم الفصل في القضية، موضحًا: "لو أجلت المحكمة نظر القضية كان سيتم اللجوء لهذه الحيلة في كافة القضايا خلال الفترة المقبلة".
 
وأشار إلى أن المتهم كان عليه تقديم دليل ملموس يخص الشخصيات التي ذكرها، وعدم الاكتفاء فقط بتدوين أسمائهم وتقديمها للمحكمة، متوقعًا أن يكون هناك بعض الشخصيات التي دفعته لفعل ذلك في محاولة للتهرب من إصدار حكم مشدد ضده.
 
ولفت إلى أنه في حالة التقدم ببلاغ بخصوص الأسماء التي تم تقديمها للمحكمة، سيكون هناك تحقيقات وتحريات جديدة، وفي حالة ثبوت تورط أحد منهم في القضية سيكون هناك طعن جديد على الحكم المنتظر صدوره من محكمة الجنايات، لكن ذلك لا ينقص من العقوبة الموقعة على المتهم الرئيسي في القضية. ومن جانبه، قال الفقيه القانوني محمد حامد، إن اتخاذ أي قرار بشأن القضية يعد سلطة تقديرية لهيئة المحكمة، فقاضي الجنايات يشكل عقيدته كيفما يشأ، وبالتالي فالمحكمة التي تنظر قضية مقتل الكاهن سمعان غير مُلزمة باستدعاء قائمة الشخصيات التي ذكرها المتهم الرئيسي بالقضية قبل إحالة أوراقه للمفتي.
 
وأضاف: "لو كان المغزى من تقديم المتهم لأسماء هذه الشخصيات أنهم على علاقة بتلك القضية فكان لابد عليه أن يُقر بذلك خلال تحقيقات النيابة العامة والتوصل إلى دليل ملموس حول تورطهم في ذلك، لكنه لم يقر ذلك بالتحقيقات وبالتالي فإن زج المتهم بهذه الأسماء قد يكون بتحريض من أحد أو أنه يعاني من اضطرابات عقلية".
 
وبشأن تصريحات دفاع المجني عليه بأنه سيتقدم ببلاغ السبت المقبل للتحقيق في واقعة الأسماء المذكورة بالقضية، أشار حامد إلى أن المحكمة لن تنتظر أية تحقيقات من النيابة العامة، وستصدر حكمها وفق عقيدتها بالقضية، مضيفًا: البلاغ سيكون منفصل عن سير القضية الحالية ولو ثبت تورط شخصيات أخرى سيتم إعادة المحاكمة".
 
وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة، قررت أمس، إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه وحددت جلسة 15 يناير/كانون الثاني المقبل، للنطق بالحكم. ورفض محمد عثمان، محامي اللاعب محمد أبوتريكة، التعليق على ما أثير خلال محاكمة المتهم بقتل "كاهن المرج" بشأن ذكر اسم موكله خلال نظر القضية، واكتفى "عثمان" في تصريحات خاصة بقوله "ما أثير هراء ولا يستحق الرد".
 
كما استنكر هادي خشبة، مدير الكرة بنادي الأسيوطي سبورت، واللاعب السابق بالنادي الأهلي، ذكر اسمه على لسان المتهم، قائلًا " كلام المتهم غير منطقي ولا يمت بالحقيقة بصلة، وغير قابل للتصديق. وقال المحامي نجيب جبرائيل، دفاع المجني عليه القس سمعان شحاته، في تصريحات خاصة، إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق مع "أبوتريكة وخشبة" لبيان مدى تورطهم بالقضية من عدمه.