القاهرة - العرب اليوم
توفي الوالد وترك خلفه "عزوة" من 6 رجال "يسدون عين الشمس" كما يقولون، وعند مماته أوصاهم بالتمسك بحبل الله وبأن الاتحاد قوة، كما لقنهم على فراش الموت كلمات "خلو بالكم من نفسكم" و"خلوا قلبكم على بعض"، لكن قبل أن يوارى جسد أبيهم الثرى كان الأشقاء يتبارون في حساب التركة وتوزيع الأصول والأموال، وفي قلب معركة هزت منطقة إمبابة سقط أحدهم قتيلا بسبب خلاف على إيجار محل ملكية مشتركة فيما بينهم، وزجت النيابة بالباقين في السجن.
وأوضح شاهد عيان أنّه "بدل ما يبقوا عزوة وفي ضهر بعض، 5 إخوات اتفقوا على أخوهم السادس، وقطَّعوا بعض، وفي الآخر واحد منهم مات، وكل ده بسبب 900 جنيه، الدنيا قل خيره"..
وأوضح شاهد العيان، أنّ "الأشقاء الستة يمتلكون مخبزا سياحيا، ورثوه عن أبيهم، ويعملون به، بينما يسكن الشقيق الأكبر "أيمن"، أعلى المخبز بصحبة زوجته وأولاده، وبعد موت والدهم اختلفوا فيما بينهم، على إيجار محل بجوار المخبز، وانتهت المشكلات بينهم بعد اتفاقهم على توزيع الإيجار فيما بينهم؛ بحيث يأخذ كل واحد منهم قيمة الإيجار الشهري للمحل بالتناوب فيما بينهم"، وأضاف أنه يوم الجمعة الماضي، وتحديدا في الساعة الثالثة والنصف عصرا، نشبت مشادة كلامية بين الأشقاء الخمسة (محمد، أبو زيد، علي، مصطفى، إسلام) من جهة وبين شقيقهم الأكبر "أيمن"، من جهة أخرى، بسبب أخذ أيمن قيمة الإيجار من المستأجر، بالرغم من أنه ليس دوره في أخذ الإيجار، وإنما دور شقيقه "أبو زيد"، وسرعان ما تطورت المشادة إلى مشاجرة فيما بينهم، فقام أيمن بالاحتماء داخل بهو المنزل، وأغلق عليه الباب الحديدي للمنزل، بصحبة ابنه مصطفى، 12 عامًا، وزوجته وابنتيه، بينما أشقاؤه ظلُّوا يقذفونه بالحجارة من الخارج، وحاولوا كسر الباب، مستخدمين في ذلك "السنج" و"المواسير" التي قاموا بجلبها للتشاجر مع شقيقهم وصرخوا في وجهه "اطلع يا جبان هانقتلك يعني هانقتلك".
والتقط طرف الحديث أشرف رشدان، مكوجي، وجار المجني عليه، قائلا "حاولنا تهدئتهم، في بادئ الأمر، ولكنهم هددونا في حالة التدخل بينهم، وأثناء الشد والجذب فيما بينهم، حضر "عمر" 15 سنة، ونجل "أيمن" الأكبر، وما إن اقترب من المنزل، وشاهد أعمامه ممسكين بأسلحة بيضاء متوعدين والده، حتى حاول الهرب بعيدا عن المنزل، لكن أعمامه شاهدوه، وتمكنوا من الإمساك به، "بعد ما مسكوا ابنه، فضلوا يضربوا فيه وكسروا له إيديه وجسمه كله اتقطع، كأنهم ماسكين حرامي مش ابن أخوهم".
وأوضح الجار أن "أيمن"، بمجرد أن شاهد أشقاءه يفتكون بنجله، قام بفتح الباب وخرج ممسكا بسكين ليدافع عنه، وما إن خرج حتى رأى ابنه "عمر" مُلقى على الأرض غارقا في دمائه، فاشتبك مع أشقائه بجنون، بعد أن اعتقد أنهم قاموا بقتله، وقام بتسديد طعنة لصدر أخيه "أبو زيد"، والذي مات على الفور، بينما انهال باقي الأشقاء على أيمن، وقاموا بكسر رجله.
وأشار رشدان إلى أن الجيران نجحوا بعد ذلك في الفصل بينهم، وقاموا بإدخال أيمن ونجله لإحدى الشقق، لحمايتهم من فتك أشقائه، في حين قام "إسلام" بنقل شقيقه "أبو زيد" للمستشفى أملا في إسعافه، وفي تلك الأثناء نزلت زوجة "أيمن" للاطمئنان على زوجها، وما إن شاهدها أشقاؤه حتى قاموا بالاعتداء عليها وضربها على رأسها بالمواسير الحديدية وسحلها في الشارع، إلى أن نجحنا في تخليصها منهم، وبعد حضور الشرطة قامت بحبس الأشقاء الستة، بينما أخذت الزوجة أبناءها وذهبت للمكوث عند أهلها في منطقة البراجيل.
وترجع تفاصيل الواقعة إلى تلقي مساعد أول وزير الداخلية اللواء هشام العراقي، إخطارًا من قسم إمبابة بوصول جثة شاب في العقد الثالث من عمره إلى مستشفى إمبابة مصابًا بعدة طعنات في الصدر فارق على أثرها الحياة.
وكشفت تحريات رئيس مباحث إمبابة، المقدم محمد ربيع، أن مشاجرة نشبت بين الأشقاء الخمسة وشقيقهم الأكبر بسبب استيلائه على قيمة الإيجار الشهري لمحلات والدهم، وخلال ذلك طعن شقيقه الأصغر بسكين فسقط جثة هامدة في الحال.