الإسكندرية - العرب اليوم
كانت أمل الطفلة الأكثر تدليلًا، بين أشقائها، لكونها الابنة الكبرى لوالديها، وهكذا كانت تمضي الحياة سعيدة وهادئة بشقة الاسرة، باحد شوارع العجمي، غرب الاسكندرية، ولكن الرياح تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن، حيث بدأت مع الوقت تتسرب الخلافات بين الوالدين، لتتحول حياة أطفالهم الثلاثة لجحيم لاينتهي.
و تزايدت وتيرة الخلافات بين الوالدين ومحاولات الصلح من جانب الأهل، بدعوى الحفاظ على كيان الاسرة، والعبور بالسفينة لبر الامان، إلا أن تلك المحاولات لم تجد لها أى نتيجة على أرض الواقع، بعد أن قرر كل من الزوج والزوجة ان يقفز كلاهما من المركب وتركاها تغرق بأطفالهم.
أمل"، 15 عاما، و"محمد"، 10 سنوات، و"نور"، 12 عاما، ثلاثة أطفالهم من تحملوا وحدهم نتيجة انانية الوالدين، والذي قرر كل واحد منهما الزواج تاركين أبناءهم عند شقيقة الأب تراعهم.
وساءت الحالة النفسية للابنة إلى حد كبير عقب انفصال والديها وزواج كل منهما، وبالفعل اتخذت قرارها بالانتحار.
وبعد محاولات عديدة فاشلة، تأكدت الفتاة أخيرا من عمتها التي كانت مشغولة، بإعداد الطعام، لتلقي بنفسها من شرفة الشقة بالطابق الخامس، لتموت في الحال، وتنهي مأساتها.
كان قد تبلغ لقسم شرطة الدخيلة من إدارة شرطة النجدة بسقوط فتاة من أعلى العقار الكائن شارع محمد الفردي، منطقة الهانوفيل وتوفيت.
بالانتقال والفحص، تبين وجود جثة المدعوة "ا م م"، 15 عاما، طالبة بالمرحلة الإعدادية مقيمة، بذات العقار مسجاة على ظهرها بالطريق العام ترتدي كامل ملابسها، وبمناظرتها تبين وجود كسور وجروح بمختلف أنحاء الجسم.
بسؤال شقيقة والدها المدعوة "ا م م"، 57 عاما، موظفة مقيمة بالطابق الخامس بالعقار محل البلاغ، قررت بأن المتوفاة كانت تعاني من حالة اكتئاب نفسي نتيجة انفصال والديها وإقامتها طرفها، واليوم غافلتها وقامت بإلقاء نفسها من شرفة الشقة سكنهما ولم تتهم أحدا بالتسبب فى وفاتها.
تم إخطار النيابة العامة وأمرت بنقل الجثة لمشرحة الإسعاف، وكُلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة، وتحرر المحضر إداري قسم شرطة الدخيلة وجار العرض على النيابة للتحقيق