جثة الشاب المقتول

شهدت محافظة قنا جريمة قتل مروعة داخل منزل انتزعت البركة منه ولم يبق داخل الأسرة سوى الشجار والمشاحنات التى أصبحت ضيفا دائما عليهم، فتلك الأفعال هى نتاج ارتكاب أفعال تغضب الله، وتطورت الأوضاع بين سكان البيت حتى وصلت إلى قتل الابن علي يد والده، عندما حاول منعه من اتباع الطريق ذاته.

وبدأت تفاصيل الواقعة، من حياة سيد.ب مزارع مقيم بمركز أبوتشت في قنا عمره 42 عامًا، ارتكب خلالهما 28 واقعة نصب وتبديد والاتجار في المواد المخدرة ، حتى جنى الكثير من المال لينفقه على عائلته التى كان كل همه توفير متطلباتهم ولم يكن يعلم يوما أنه سيجنى ثمار تلك العيشة الحرام في أقرب الناس إلى قلبه هو نجله "أحمد" 16 عاما، كل ماكان يشغل الأب هو توفير حياة كريمة لأفراد أسرته وتعليم أبنائه حتى يتقلدوا أعلى المناصب، وفي سبيل ذلك لم يدخر أى مجهود في ارتكاب مايغضب الله الا وفعله، وأمهله الله؛ حتى اقتص منه بأن خيب آماله في أبنائه وجعلهم يكرهون لقاءه والعيش معه.

وسار أحمد القتيل صاحب الستة عشر عامًا على طريقة والده، فلم يختلف كثيرًا عن والده، حيث كون شلة من الفاسدين يقضى معهما معظم أوقاته ويترك دراسته ومنزل أسرته بالأيام والليالى، وحاول والده رده عن ذلك الطريق أكثر من مرة لكن كانت محاولاته تبوء بالفشل، فقد كان ابنه مثالا للابن العاق، حتى مل والده منه، وفقد الأمل فى إصلاحه وإبعاده عن طريق الشيطان الذى يتبعه أباه وتربى عليه ابنه، حتى حدثت بينهما مشاجرة أنهت حياة الابن علي يد والده، الذي اعتدى عليه بعصا خشبية "شومة" فسقط ابنه أمام عينيه جثة هامدة غارقا في دمائه، وفشل الأب في انقاذة بعد نقله إلى المستشفى.

وجلس الأب المتهم إلى جوار جثة ابنه الضحية لا يشغل تفكيره سوى الخلاص من العقاب والهروب من رجال المباحث، وبهدوء أعصاب أخذ يفكر بطريقة لإبعاد الشبهة عنه، وبعد عدة دقائق جلب "بطانية" ولف جثمان ابنه القتيل بها وحمله إلى الترعة وألقى به داخلها ثم ذهب لقسم الشرطة ليحرر محضر تغيب لابنه، وعاد بعدها إلى المنزل لينتظر خبر العثور علي جثة ابنه ليكمل باقي مسرحيته .

وأمام رجال المباحث بقنا لم يستطع مواصلة مسرحيته واعترف بارتكاب الواقعة من دون قصد قائلا "كنت عاوز أربيه وأخليه أحسن منى ، لكن انا اللي عملت فيه كدا ، ودى آخرة الحرام".