جثة ـ أرشيفية

لم يرض الشاب الثلاثيني "أحمد خلف" ترك والده يعمل بمفرده في محل الأسماك الواقع أسفل منزلهم بمنطقة شبرا الخيمة بعد إصابة شقيقه بكسر في ساقه، ليقرر العودة من رحلة عمل قصيرة بالغردقة، والعودة للعيش مع أسرته، خاصة أنه يحظى بحب واحترام الجميع، وعلاقة صداقة قوية تربطه بنجل مالك محل أسماك في الجهة المقابلة للشارع، لكنه لم يدر بأن نهايته ستكون على يده صديقه بـ"دم بارد".

دائماً ما تتكرر المشادات الكلامية، بين والده وصاحب محل الأسماك الآخر، بسبب التنافس بينهما على البيع بأسعار أقل، وفي يوم الثلاثاء الماضي تطورت تلك المشادات إلى مشاجرة بينهما أسفرت عن قتل «بيبو» لصديقه «أحمد»، بدم بارد، وشق بطنه بسكين.

تخرج "خلف" في كلية التجارة، وراح يساعد والده وأشقاءه في بيع الأسماك بمحل ملكه بسوق ترعة الشابوري، تزوج بعدها، ورُزق بطفلين، قبل أن يقرر البحث عن تجربة جديدة بعيدا عن أسرته، وسافر مع شقيقه الأكبر "معتز" للعمل بمدينة الغردقة خلال العام الماضي.

رحلة العمل لم تستمر سوى أشهر قليلة، اضطر الشاب الثلاثيني للعودة لمعاونة والده في إدارة محل بيع الأسماك بعد إصابة شقيقه "محمد"، 32 سنة، بكسر في ساقه.

في الجهة المقابلة لمحل أسرة الحاج خلف، يوجد محل أسماك منافس، دائما ما تحدث مناوشات بينهما بسبب الأسعار، لكنها لم تتحول إلى مشاجرات: "عشان بنراعي إن إحنا جيران" يؤكد "محمد" شقيق "أحمد" أنه كان تربطه علاقة صداقة بـ"بيبو" نجل مالك المحل المواجه لهم.

الثانية ظهر الثلاثاء الماضي تبدلت الأحوال، يشير شقيق أحمد إلى أن شقيقه كان يتحدث مع أحد الجيران على خلاف مع مالكي المحل المنافس لهم، وحدثت مشادة كلامية حادة، حاول شقيقه الفصل بين الطرفين: "قال لبيبو أنا مش هاتكلم معاك عشان خاطر العيش والملح اللي بينّا".

ظن شقيق "أحمد" أن الأمور قد انتهت قبل أن يفاجأ بحضور أشخاص مجهولين، استقر بهم الحال داخل محل الأسماك المنافس لهم: "كانوا شايلين حاجات ملفوفة.. عرفنا بعد كده إنها سكاكين وشوم، وإحنا مش في دماغنا، مانعرفش إنهم بيجهزوا لضرب أحمد بسبب إنه زعق فيهم جامد".