سيارة إسعاف ـ أرشيفية

 قضت محكمة جنايات الجيزة، بمحكمة شمال الجيزة، بالإعدام شنقا لسائق، لقتله زوجته وتقطيعه لها بمنشار بمنطقة الوراق، صدر القرار برئاسة المستشار حسام دبوس وعضوية المستشارين خضر طلبه وهشام الشريف وطارق الحدينى، وأمانة سر محمد سليمان ورجب شعبان.

تفاصيل الواقعة يسردها "محمود.م.م"،41 سنة، سائق، والمتهم بقتل زوجته "هبة.م.ع"، أمام المستشار محمد شرف، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، حول كيفية ارتكابه الجريمة، والتخلص من الجثة بإلقائها فى ترعة بدائرة قسم أوسيم.

وقال المتهم "محمود"، إنه تعرف على المجنى عليها أثناء عمله فى محل عصير بمنطقة إمبابة، بحكم عملها فى محل مجاور، وتقدم لخطبتها وبعد عامين عقد قرانهما، ومكثا سويا لفترة ثم سافرا إلى دولة ليبيا وبعدها عادا عام 2004، ثم اشترى المتهم توك توك وبدأ العمل عليه، ومن حين لآخر كانت تظهر مشاكل خفيفة.

وأضاف: "تطور الأمر بينهما عام 2007 خاصة بعدما لاحظ المتهم غياب زوجته المتكرر عن المنزل، وبدأ الشك يتسلل إلى قلبه لأنها كانت تمكث خارج المنزل لساعات، وتترك الأطفال الثلاثة بمفردهم خاصة الطفلة الصغيرة، الأمر الذى أثار غضبه ودفعه إلى مراقبتها ففوجئ بها تنزل من سيارة ملاكى أمام المنزل وسألها عن هوية قائدها فأكدت له أنها كانت سيارة أجرة، وتشاجر معها وقرر أن يستدرج الأطفال فى الحديث ليعرف ماذا تفعل والدتهم".

وتابع: "قبل الواقعة بأسبوع خرجت المجنى عليها ومكثت 3 ساعات انتظرتها طويلا حتى عادت، لكنها انتظرت فى الشارع لدقائق وتحدثت خلالها مع نجلها الأكبر وسألته عما إذا كان والده بالمنزل وطلبت منه أن يؤكد أنها خرجت من المنزل للتو، لكن الزوج كان فى الأعلى ينتظرها وتشاجرا سويا، ويوم الواقعة عاد الزوج من عمله متعبا وقرر النوم وبعد دقائق دخلت عليه الزوجة وأرادت إيقاظه لأنها تريد أن تتحدث معه، وعندما رفض تشاجرت معه وأمسكت بطرف قميصه، وعندما حاول الإفلات منها فأمسكها من عنقها لإبعادها عنه، ففوجئ بعد لحظات أنها سقطت على الأرض وحاول إفاقتها لكن دون جدوى، فتركها بالغرفة وأغلق الباب عليها وأخلد للنوم بجوار أبنائه".

وتابع المتهم: "فى صباح اليوم التالى لاحظ الأطفال انبعاث رائحة كريهة من الغرفة وعندما سألوه عن السبب أكد أن هناك فأرا داخل الغرفة، وفى نهاية اليوم أحضر منشارا وقطّع الجثة لأجزاء ووضعها داخل أكياس بلاستيك ثم تخلص منها بإلقائها بترعة الزمر بطريق الكوم الأحمر، ومن حين لآخر كان يذهب إلى المكان ليتفقد أثرها".

وبعد مرور ما يقرب من 6 سنوات تم القبض على المتهم، والتحقيق معه وانتقل فريق من النيابة العامة بصحبة المتهم إلى محل الواقعة لتمثيل جريمته".

من جانبه قال شقيق المجنى عليها "أحمد" خلال التحقيقات، إنه منذ اختفاء شقيقته منذ 6 سنوات وهو لا يفقد الأمل فى ظهورها رغم اعتقاد الجميع أنها خرجت ولن تعود مرة أخرى، ولم يتوقع أحد أن زوجها قتلها وألقى جثتها فى النيل، خاصة أنها ساعدته كثيرًا ووقفت إلى جانبه بعد أن ترك عمله فى محل العصير الكائن بمنطقة إمبابة، فشقيقتى كانت كغيرها من الفتيات ترغب فى الاستقرار، وقد وافقت على المتهم بعد أن تقدم لخطبتها واستمرت فترة الخطوبة عامين، وبعدها تزوجا، عاشت عدة سنوات طبيعية حتى أنجبت 4 أطفال حسام 16 عامًا، يوسف، وفتاتين نعمة وأخرى توفيت بعد ولادتها بعام ونصف العام، وبعد ذلك بدأت المشاكل تظهر، بعد أن علمت شقيقتى أن زوجها المتهم على علاقة بأخرى تدعى "أسماء"، فذهبت وتحدثت معه ونشبت بينهما مشاكل دفعت الأخيرة إلى الحضور لمنزلنا واتهمت شقيقتى بأنها تحاول افتعال المشاكل معها وخراب منزلها، وهددتنا فى حالة تكرار فعلتها ستنتقم منها.

وأضاف أحمد أنه بعد المشاجرة بأسبوع، اختفت شقيقتى وبدأت رحلة البحث عنها داخل أقسام الشرطة ومديريات الأمن ولم نترك أى مكان إلا وذهبنا إليه حتى بحثنا فى المشرحة وعندما سألنا زوجها قال "تشاجرنا وتركت المنزل متوجهة نحو منزل أسرتها" ولما سألنا أبناءها قالوا أن والدهم أكد أنها ذهبت لشراء إفطارا، اعتقدنا أنه تم خطفها، خاصة أن الواقعة حدثت فى ظل الانفلات الأمنى وقت ثورة ٢٥ يناير فتوجهنا لقسم الشرطة وقمنا بتحرير محضر باختفائها، فى ذلك الوقت كان زوجها قد منعنا من رؤية الأطفال واصطحب الكبير إلى منزل أسرته فى الصعيد وتركه هناك، بعد ذلك بدأ فى محاولة التخلص من الطفل الصغير واصطحابه إلى بعض الأماكن المجهولة وتركه فى الشارع، ودائما كان يحاول إبعادهم خوفا من شيء ما، لم نتصور أنه يفعل كل هذا معهم من أجل إخفاء ملامح جريمته خاصة أنهم يعلمون أن والدهم قتل والدتهم.

وأشار شقيق المجنى عليها إلى انه بعد مرور 6 سنوات من اختفاء شقيقتى، فوجئت بحسام ابنها الاكبر يعود لمنزلنا ويقرر العيش معانا بعد أن طرده والده، وبعد مرور أيام وخلال حديثى معه عن والدته، أخبرنى بسر وطلب من أن لا ابوح به لأحد حتى لا يسجن والده، وهنا كانت الصدمة بعد أن ابلغنى أن شقيقتى لم تختفى بل تم قتلها على يد والده والقى بها فى النيل، على الفور اصطحب حسام إلى قسم الشرطة وحررنا بلاغا ضده وتم القبض عليه وتم اكتشاف الجريمة واحيل للمحكمة.

  كان العميد محمد عرفان، مفتش مباحث قسم شرطة الوراق، قد تلقى بلاغًا من أحمد.م، عامل، وأبناء شقيقته يوسف، حسام، يتهمون والدهم بقتل والدتهم المبلغ باختفائها منذ عام 2011 على الفور تم تشكيل قوة من المباحث، وانتقل الرائد هانى مندور رئيس المباحث لمكان الواقعة. وبعمل التحريات تبين قيام الأب محمود، سائق، بقتل زوجته بسبب خلافات نشبت بينهما، ثم قام بخنق المجنى عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وقطع جثتها بالمنشار إلى أجزاء وعبأها داخل أكياس بلاستيك وألقى بجثتها فى مصرف بمنطقة الكوم الأحمر فى أوسيم، تمكنت القوات من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بالواقعة.