اعتبرت الحكومة السودانية التقرير الصادر عن الأمم المتحدة الذي أكد أن حركة العدل والمساواة الدارفورية المسلحة  لديها قاعدة عسكرية في دولة جنوب السودان، إقرارًا لما ظل يؤكده السودان، بشأن احتضان حكومة الجنوب لعدد من الحركات المسلحة السودانية، ومن بينها قطاع الشمال في الحركة الشعبية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير أب بكر الصديق محمد في تصريحات له "إن التقرير يمثل شهادة من جهة دولية أممية لايمكن اتهامها بالانحياز للسودان"، وأضاف "إن حكومة السودان ظلت تنادي بضرورة امتناع حكومة الجنوب عن استضافة الحركات المسلحة، التي تحارب الحكومة السودانية، وكذلك بفك الارتباط بينها وبين الحركة الشعبية قطاع الشمال، وذلك بموجب الاتفاقات الموقعة بين البلدين". وأوضح السفير أن هناك اتفاق بشأن السلم والأمن لمنظمة دول البحيرات العظمى، تمنع هذا الاتفاق مجرد وجود الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومات في دول الإقليم،  ناهيك عن استضافة ودعم تلك الحركات، مشيرًا إلى أن المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمى سبق وأن أرسل فريقًا من الخبراء إلى دارفور، والذين أثبتوا أن حركة العدل والمساواة "قوة سلبية". ومن جهتها، وجهت السلطة الإقليمية  لولايات دارفور انتقادات لمواقف الأمم المتحدة تجاه السودان، وطالبت المنظمة الدولية بلعب دور إيجابي في حسم الخروقات التي تقوم بها دولة جنوب السودان، باستضافة الحركات المتمردة الدارفورية، وتقديم الدعم المادي واللوجستي لهذه الحركات. وقال رئيس مجلس السلطة الإقليمية سعد عبد الرحمن بحر الدين "إن التقرير الصادر عن إحدى مؤسسات الأمم المتحدة يعد خطوة إيجابية"، لكنه اعتبر أن الأمر يتطلب أكثر من ذلك، مطالبًا باتخاذ قرارات شجاعة تجاه الأنظمة المعروفة بعدائها للسلام، كما طالب حكومة الجنوب بالسعي لتغير مواقفها السالبة ضد حكومة بلاده، والتعامل باستراتيجية ترتكز على تحقيق جوار أمن وسلام مستدام. وفي المقابل، نفي الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير في تصريحات لـ "العرب اليوم" مساء الثلاثاء، أن تكون بلاده تدعم الحركات المسلحة الدارفورية، وقال أقوير "إن الحكومة السودانية بعد أن أخفقت في حل المشكلات الأمنية في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، تحاول أن تلصق التهم بدولة جنوب السودان"، مؤكدًا أن بلاده ليست لديها سياسة توسعية أو نوايا عدوانية، ولا تدعم المتمردين في السودان. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان "لا توجد قاعدة مشتركة أو استراتيجية بين الجنوب والحركات المسلحة الدارفورية، حتى نقدم لها الدعم"، مشيرًا إلى أن "هذه التصريحات القصد منها تبرير أو محاولة تبرير العدوان الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية ضد جنوب السودان". وأضاف "بالأمس قام الطيران السوداني بقصف جوي استهدف بعض المناطق في مقاطعة المابان، كما أن الجيش اقترب لمسافة 5 كيلومترات فقط من معسكر الجيش الشعبي لجنوب السودان، في منطقة قونق بار، في مقاطعة الرنك، بالإضافة إلى إرساله قواته إلى شمال شرق وجنوب شرق هذه المنطقة، في خطوة تعتبر استفزازًا أمنيًا للجيش الشعبي لجنوب السودان". واختتم العقيد أقوير تصريحاته بالإشارة إلى أن الجيش الشعبي لتحرير السودان ملتزم بالسياسات الدفاعية، ولن يسمح  بالتوغل داخل أراضي بلاده".