الدوحة - قنا
أكد البطل الرياضي القطري محمد الكبيسي الذي ينافس في بطولة العالم لذوي الإعاقة المقامة حاليا في الدوحة أن الرياضة غيرت حياته بشكل جذري وجعلته إنسانا قوي الإرادة والعزيمة متسلحا بالطموح والثقة في الأفضل دائما
. وسينافس البطل القطري في سباق 100 متر لفئة T34 للكراسي المتحركة حيث يتطلع الشاب الموهوب في سباق الكراسي المتحركة إلى أن يجعل بلاده فخورة به، بينما يصل إلى خط النهاية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة الدوحة 2015
. ويعاني محمد الكبيسي من الشلل الدماغي وهو نوع من الإعاقة العصبية التي تؤثر على الحركة والتنسيق
. ويرجع السبب في حالته لوجود مشكلة في الأجزاء المسؤولة عن السيطرة على العضلات في دماغه، وفي مثل هذه الحالات عادة ما يتطور الدماغ بشكل غير طبيعي، ويحدث هذا التلف أثناء أو بعد فترة وجيزة من الولادة
. ومعظم الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي لا يتمكنون من عيش حياة عملية طبيعية، لكن مع وصول محمد الكبيسي لمرحلة المراهقة كان جلياً أنه يريد أكثر من ذلك
. وتحدث الكبيسي لوسائل الإعلام المحلية عن ذكرياته في بداية التدريب وقال "عندما التحقت باللجنة البارالمبية القطرية، لم تكن لدي أدنى فكرة عن سباقات الكراسي المتحركة، وقد كانت أصعب تجربة خضتها في حياتي و أكثرها ألماً، لم أكن قادراً على البقاء لمدة 5 دقائق متواصلة على الكرسي المتحرك، كنت أتدرب لمدة دقيقة ثم آخذ قسطا من الراحة"
. وكان أمام الكبيسي خياران إما أن يعود إلى حياته الاعتيادية من غير رياضة، أو أن يستمر في تحدي الألم ليحسن حالته. وفي أول مشاركة له في الألعاب البارالمبية الآسيوية عام 2014 في كوريا الجنوبية تمكن الشاب القطري من التتويج بميدالية برونزية في سباق 100 متر
. ويقول الكبيسي "إنني أستمد قوتي من حبي للحياة، ومن الدعم المتواصل الذي أجده من أفراد عائلتي لقد شجعتني عائلتي دائماً وبفضل دعمهم تمكنت من النجاح، وقد تمكنت من الاستمرار في ممارسة الرياضة رغم الصعاب التي واجهتني، وأنا الآن قادر على التسابق لمدة 50 دقيقة أو حتى ساعة أو اثنتين، لا مشكلة لدي حتى لو سابقت لسنة كاملة، كل شيء يجري على ما يرام"
. وعلى الرغم من أن الرياضي الشاب ابن ال 22 ربيعاً، دخل فقط منذ سنتين في رياضة ألعاب القوى لذوي الإعاقة، فإنه يأمل أن تحفزه المنافسة على أرض وطنه وبين عائلته وأصدقائه على المزيد لتطوير مهاراته، وتطوير هذه الرياضة في البلاد
. وقال الكبيسي مبتسماً "الرياضة غيرتني تماما فهي تجعلك تحقق أشياء مذهلة، أريد أن أخبر أي شخص من ذوي الإعاقة من الرجال والسيدات أن سباق الكراسي المتحركة هو لجميع الأشخاص، وأنه يجب أن يلتحقوا بنشاط اللجنة البارالمبية القطرية لأنها ستمنحهم فرصة ثمينة ليكونوا جزءاً من البطولات العالمية، والمعسكرات التدريبية والعديد من التجارب الأخرى".