القاهرة ـ أحمد عبد الفتاح
صرّح قائد كتيبة صاعقة في حرب اليمن الأولى اللواء محمد علي هيكل، بأن الوضع الآن في اليمن "مجمد"، موضحًا أن البلاد أصبحت مزدوجة السلطة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، والحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء، بالإضافة إلى معقلهم في صعدة.
واستبعد هيكل في حواره مع "العرب اليوم"، التدخل البري في اليمن من قبل قوات التحالف العربي، بسبب طبيعة مسرح العمليات في اليمن في ظل وجود جبال كثيرة ذات ارتفاعات شاهقة يستحيل معها أن تفتح أي قوة تشكيله، وذكر أن التدخل البري له طريق واحد فقط، وهو الحدود السعودية عبر منطقتي جازان والربع الخالي، بالتزامن مع الضربات الجوية والبحرية وبعد التنسيق مع كبرى القبائل لضمها للتحالف العربي أو على الأقل تحييدها.
وأكد أنه لم يتم حل شيء حتى الآن، خصوصًا في ظل وجود احتقان بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، لافتا إلى انه يجب أن يتم العمل على إخراج الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من دائرة الصراع ووقف دعمه للحوثيين، خصوصًا وان لديه ثروة تقارب الـ١٦ مليار دولار.
وبيّن هيكل أن "اليمن التي خضنا فيها حربًا عام 1962 لم تتغير عن الوضع الحالي سواء في الشكل أو المعدات، ما عدا البنادق التي تظهر مع بعض العناصر القبلية حيث تحولت من الألماني إلى البنادق الآلية، كما أنه في الحرب الأولى كان وزير الدفاع اليمني عبد الله السلال، الذي انقلب على الإمام أحمد، لديه جيش صغير مهمته الأولى حماية صنعاء وليس اليمن كلها
وأضاف أن "السلال لم يكن يستطيع محاربة قبائل اليمن لإخضاعها لسيطرته، وكان يسيطر على اليمن عن طريق احتضان عدة قبائل قوية، ويعلم أولادهم في صنعاء، وفي الوقت نفسه يعطيهم أموالاً، لكن لو أثارت أي قبيلة قلاقل كان يسلط عليها قبائل أخرى للقضاء عليها" موضحًا أن "السلال هدم تلك القبائل، وانقلب عسكريًا وكان يريد السيطرة على اليمن بجيشه الذي لم يكن قويًا فأرادت مصر الوقوف بجانبه".
وتابع "أما اليوم فالجيش اليمني غير قادر على محاربة القبائل أيضًا، فكان لا بد من التدخل العربي، خصوصًا أن الحوثيين يساندهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي ينتمي إلى واحدة من أكبر قبائل اليمن وهي حاشد، لكن في الوقت نفسه هناك قبائل كثيرة وقوية مثل الأحمر ودهم وجام والبيضا في الجنوب، كل هذه القبائل تتخذ موقع المشاهدة مما يحدث فقط".
وأوضح هيكل أنه "كان لمصر في حرب اليمن الأولى 15 لواءً، أي ما يعادل 50 ألف جندي، إضافة إلى ثلاث كتائب صاعقة، فقدنا منهم 18 ألف مقاتل، ومع ذلك لم يكن لنا سيطرة على اليمن، لأن الملكيين التابعين للإمام بدر بعد مقتل الإمام أحمد كانوا يعيدون السيطرة على المناطق التي كنا نعمل إغارة عليها، وكانت أغلب قواتنا تنزل في الحديدة على ساحل البحر الأحمر".
وأردف "قاتلت في المحور الشرقي من صنعاء حتى مأرب، وفي الوسط في منطقة الجوف وعاصمتها الحزم، كما قاتلت في الطريق بين عمران وحجة، وفي هذه المنطقة توجد قبيلة قوية جدًا تسمى أرحب، وفي الوسط تتمركز قبيلة حاشد، وفي الشرق قبيلة خولان، والخلاصة أن هذه القبائل تعتبر في حد ذاتها قوة على الأرض، فعلى سبيل المثال قبيلة خولان لديها 20 ألف مقاتل، بالإضافة إلى الحوثيين الشيعة في شمال اليمن".
وشدد على أنه إذا أرادت الجيوش العربية الدخول في حرب برية في اليمن فيجب معرفة طبيعة الأرض، خصوصًا أنه لا يمكن لأي قوة أن تفتح تشكيلها في ظل وجود جبال كثيرة، لكن الصاعقة هي أقدر القوات التي تستطيع التعامل في مسرح عمليات كهذا بمعاونة القوات الجوية، ففي حرب اليمن الأولى كانت هناك طائرات "me4"، والآن توجد طائرات "شينوك" وهي أكبر وأفضل، والصاعقة مهمتها الإغارة فقط وتعود إلى القاعدة التابعة لها ثم يكمل الجيش النظامي بفرق مدرعة أو مشاة.