غزة ـ محمد حبيب
أكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" كايد الغول، أنّ المشهد السياسي الفلسطيني يمر بمرحلة حرجة للغاية، محذرا من نتائج صعبة خلال الفترة المقبلة، إن لم توضع حلول عملية وعاجلة لمعالجة الأخطاء القائمة، مشددًا على ضرورة إنهاء ما وصفها بـ "حالة التفرّد" في الهيئات القيادية على الساحة الفلسطينية، خصوصًا في منظمة التحرير الفلسطينية، مطالبا بمشاركة الكل الفلسطيني في صنع القرار السياسي.
وأوضح الغول، في حوار مع "العرب اليوم" أنّ ما يجري على الساحة الفلسطينية الداخلية من استمرار للانقسام، والرهان على المتغيرات العربية والإقليمية؛ يضعف الوضع الداخلي ويساهم على نحو كبير في استمرار الخلافات والعقبات، مؤكدًا ضرورة وضع استراتيجية وطنية واضحة ومتفق عليها فصائليا، والعمل على نحو عاجل لإنهاء حالة الانقسام الذي يوفر أرضية خصبة للاحتلال لتنفيذ مخططاته العدوانية ضد القضية الفلسطينية.
ودعا إلى العمل على دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لاجتماع فوري، وتحديدًا عقب ما آلت إليه الأوضاع الداخلية الفلسطينية من حالة الاستقطاب الداخلي والتهديدات والفعل ورد الفعل في شقي الوطن، التي توجّت بحملة من الاعتقالات السياسية عمّقت حالة الانقسام والخلاف، لافتًا إلى أنّ الشعب الفلسطيني والقضية من يدفع الثمن، والاحتلال المستفيد من كل ذلك.
وحول اتخاذ "الجبهة الشعبية" قرار عدم المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية المقبلة، أبرز أنّ حركته تطالب اللجنة التنفيذية التابعة لمنظمة التحرير، بتنفيذ دورها الوطني في كل ما جرى التوصل إليه في السابق، وخصوصًا قرار وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الجانب "الإسرائيلي".
وأضاف الغول أنّ اللجنة التنفيذية أيضًا مطالبة بفصل مهامها، والعمل بعيدًا عن دور الإطار القيادي التابعة لمنظمة التحرير، داعيًا إلى الاتفاق وعلى نحو عاجل لعقد اجتماع طارئ للإطار القيادي لمنظمة التحرير، لدرس الأوضاع الفلسطينية الداخلية، وإيجاد حلول عملية لها على أرض الواقع.
وفي موضوع آخر، بيّن، أنّ اللقاءات "التطبيعية" التي تجري في السر والعلن بين قيادات في السلطة والاحتلال؛ لا تمثل إلا صاحبها، ولا تعبّر عن قناعات الشعب الفلسطيني الذي يرفض التطبيع ويدينها ويصفها بـ"الجريمة"، حيث كانت مصادر إعلامية كشفت عن لقاء جمع قيادات في السلطة منهم رئيس هيئة القضاة محمود الهباش، ومسؤول ملف فلسطيني الـ 48 محمد المدني وآخرين في أحد فنادق القدس المحتلة مع أحد المسؤولين "الإسرائيليين".
وطالب الغول، جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية، إعلان الحرب على "التطبيع"، وملاحقة وفضح مروجيه الذين يسيئون إلى صورة الشعب الفلسطيني.
وفي شأن آخر، أشار إلى أن اجتماعاتهم مع قادة من حركة "حماس" في الفترة الاخيرة، تناولت عددًا من الملفات المهمة الداخلية، ومراجعتها في موضوع التهدئة ولقاءات السيد خالد مشعل وطوني بلير، وأكدوا أنه لا جديد حول ملف التهدئة ولم يصلوا مع بلير والوفود الأوروبية بعد إلى أي اتفاق يذكر.
وشدد الغول على أنّ ما تقوله قيادات "حماس" في قطاع غزة غير الذي تنشره وسائل الاعلام، حول وجود تفاهمات بين الحركة و"اسرائيل" من خلال الوسائط الاوروبيين، ومبعوث السلام للشرق الأوسط طوني بلير، وما نسمعه منهم يقول إنهم لم يتوصلوا مع الاوروبيين وبلير إلى أي صيغة توافقية، في ملف التهدئة، ولا يفسر التصريحات المتناقضة التي يصدرها قادة "حماس".
وتابع، أنّ ما هو مطروح على "حماس" يتعلق على ما يبدو في تطوير وسائل المقاومة العسكرية والانفاق، وضرورة إيقاف تطورها، والتوجه نحو تفكيك ونزع السلاح في قطاع غزة، مقابل رفع الحصار والسماح بممر مائي تشرف عليه "اسرائيل" وتشغيله وفق آلية يوافق عليها الاحتلال.