الخليل ـ عثمان أبو الحلاوة
بألم وغصّة في القلب بدأ الناطق الرسمي لحركة "فتح" إقليم الجنوب، ماهر النمورة، حديثه عن صديقه ورفيق دربه الشهيد الوزير زياد أبوعين الذي استشهد، الأربعاء الماضي، إثر اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه في إحدى المظاهرات السلمية المناهضة للجدار والاستيطان، شمال رام الله.
وصرّح النمورة، في مقابلة مع "العرب اليوم" بأنَّ المناضل زياد أبوعين كان من أوائل الملتحقين بالثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي ، حيث اعتقلته قوات الاحتلال العام 1977 وأفرج عنه بعد عام لينتقل إلى الولايات المتحدة، التي اعتقلته للمرة الثانية خلال عام واحد بتهمة مشاركته في تنظيم مسلح نشاطه في الضفة الغربية، وسلمته للاحتلال الإسرائيلي رغم مخالفة القوانين الدولية ليقبع في سجن النقب الصحراوي.
وأضاف: "استمر اعتقال الشهيد لبضعة أعوام حتى تم الإفراج عنه ضمن صفقة حركة "فتح" عام 1982، حيث كان اسمه ضمن الأسرى المنوي الإفراج عنهم ضمن الصفقة، إلا أنَّه وبعد إخلاء سبيله من السجن وأثناء نقله بالطائرة تم اعتقاله مرة أخرى على يد المخابرات الإسرائيلية داخل الطائرة ليعود إلى السجن مرة أخرى".
وأوضح النمورة أنَّ "أبو عين تمَّ الإفراج عنه للمرة الثالثة ضمن صفقة أحمد جبريل، رغم تخوف الصليب الأحمر والفلسطينيين من إعادة اعتقاله مرة أخرى؛ لكنّه بقي حرًا يناضل الاحتلال حتى الانتفاضة الثانية، التي وقع فيها محاصرًا إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة في مدينة رام الله عام 2002".
وأشار إلى أنَّ الشهيد زياد أبو عين أعيد اعتقاله مرة أخرى مع القائد مروان البرغوثي، حيث كان الأسير مروان البرغوثي يختبئ في منزل والدة أبو عين، وكان الشهيد يحضر كل ما يلزم للمناضل البرغوثي، إلا أنَّ الاحتلال اعتقل البرغوثي وأبو عين من مكان اختبائهما معًا.
وبيّن أنَّه أثناء وجود أبو عين داخل سجون الاحتلال، كان معروفًا بأنَّه وعائلته يملكون المال الوفير، وحينها تساءل الأسرى الكادحون ماديًا عن سبب وجوده في الأسر؟ فأجابهم "بأنه وماله وأرضه وعائلته وروحه فداء للوطن".
وبعد اعتقاله الأخير، تمَّ الإفراج عن أبو عين للمرة الرابعة، حيث عاد الشهيد إلى حياته الوطنية النضالية مرة أخرى، فشغل منصب وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين، وكان يعمل ليل نهار لخدمة الأسرى وعائلاتهم، ثم كلّفه الرئيس عباس بشغل منصب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان برتبة وزير.
وتابع النمورة في حديثه، "إنَّ الوزير أبو عين كان وزيرًا ميدانيًا، حيث كان حاضرًا في كل الفعاليات الوطنية السلمية الشعبية في المحافظات الفلسطينية كافة، حيث كان يقول بالاتصال على الصحافيين لدعوتهم للمشاركة في الفعاليات وتغطيتها، ويتصل بالمسؤولين والقناصل والقيادات الوطنية لدعوتهم للمشاركة في الفعاليات الشعبية السلمية".
وتطرق إلى شجاعة أبو عين، قائلًا "كان الشهيد شجاعًا لا يخاف المحتل أبدًا، ففي آخر فعالية شارك فيها الشهيد في مدينة الخليل، توجَّه وحده داخل شارع الشهداء المحتل، واشتبك مع المستوطنين والجنود الإسرائيليين بالأيدي من مسافة صفر، فكان حينها رجلًا بمعنى الكلمة، وذلك للدفاع عن فلسطينية الشارع المهود والمحتل".