القاهرة– أكرم علي
كشف المنسق العام لمؤتمر القبائل الليبية، عادل الفيدي، عن سبب تأخر وصول القبائل إلى القاهرة لحضور المؤتمر، مؤكدًا تلقي شيوخ تلك القبائل تهديدات من قِبل تنظيمات متطرفة لإجبارهم على عدم المشاركة، إلا أنهم تحدوا الصعاب وجاءوا إلى مصر للمساهمة في إيجاد حل عاجل للأزمة الليبية.
وأكد الفيدي، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنه تم توجيه الدعوة لأكثر من 350 شخصية ليبية، من ممثلي أكثر من 100 قبيلة، وأن 220 شخصًا من ممثلي 70 قبيلة فقط لم يتمكنوا من الحضور؛ بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة هناك، معربًا عن أمله في الوصول إلى حل وإعادة لمّ الشمل من أجل دعم جهود الأمم المتحدة في الوصول إلى حل توافقي وتشكيل الحكومة.
وأوضح الفيدي بشأن ما يطمح إليه المؤتمر المنعقد في القاهرة، أن الأخير يسعى إلى لمّ شمل القبائل الليبية، والتوافق حول إقامة الدولة من خلال تشكيل الحكومة، ودعم مؤسسات الدولة المعترف بها للوقوف أمام التطرف المتفشي في ليبيا، وأن الحكومة المصرية تستضيف المؤتمر فقط دون أي تدخل في جدول أعماله، فهي تسعى إلى مساندة البلاد حتى يتم التوافق على حل فعّال لما يحدث على الأراضي الليبية.
وأضاف المنسق العام للمؤتمر ردًا على تمثيل القبائل المشاركة في المؤتمر لجميع المناطق الليبية، أنه "تم توجيه الدعوة إلى جميع القبائل ومن رغب في المشاركة أرسل جواز سفره حتى يتمكن من المغادرة إلى القاهرة، ومن لم يشارك كان بسبب الأوضاع الأمنية أو على اختلاف مع فكرة التوحد ولمّ شمل من الأساس، وهؤلاء لا نعتبرهم ليبيين؛ لأنهم لا يدعمون البرلمان أو الجيش ويدعمون التطرف، والذي لا يدعم الجيش في حربه ضد التطرف الأسود، فهو غير متسق مع نفسه؛ لأن الجيش يحارب من يختطف أبناءنا ويقطع رؤوسهم".
ودعا الفيدي الحكومة المصرية إلى مساندة الجيش الليبي بالتدريب والسلاح لمواجهة الجماعات المسلحة التي تتلقى دعمًا كبيرًا من دول، لم يسمِّها، تمولها بالمال والسلاح، مشيرًا إلى أن بعض الدول تغضّ الطرف عن إصلاح الوضع من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، ولذلك توحد القبائل سيساهم في وقف هذا الأمر سريعًا؛ لأن القاهرة لها دور كبير، وما نأمله منها الآن أن تدعم مؤسسات الدولة الليبية، وتساعد في تحقيق رغبات الشعب الليبي وآماله في وطن آمن ومستقر.
هذا ودعا الشيخ عادل الفيدي القاهرة إلى الوقوف بجانب الدول الليبية حتى تصل إلى برّ الأمان؛ سواءً بفتح الحدود أو دعم الجيش الليبي الوطني، حتى استعادة الدولة الليبية من الجماعات المتطرفة التي تسيطر على أجزاء منها، مشيرًا إلى أنه من المقرر خروج المؤتمر بتوصيات ستُناقش مع الجانب المصري في النهاية، حتى يتم العمل بناءً على أساس هذه النقاط المتفق عليها بين أعضاء القبائل المشاركة.