القاهرة ـ أكرم علي
توقع سفير مصر الأسبق لدى موسكو، نبيل العرابي، أنَّ تكون زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر ذات تأثير إيجابي على علاقات مصر مع الدول الأخرى، وقد تربك حسابات الآخرين في تعاملها مع مصر خلال الفترة المقبلة.
كما أوضح العرابي، خلال حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أنَّ "الربيع العربى جعل السياسات الروسية متخبطة في المنطقة، ولكن روسيا لها مصلحة أساسية في الشرق الأوسط وتبحث عن شريك لها في المنطقة بجانب سورية الآن"، مشيرًا إلى أنَّ "موسكو تسعى لتوطيد علاقتها بمراكز القوى في الشرق الأوسط بعد الأزمة الأوكرانية وتريد أنَّ تقيم علاقات قوية مع أكبر دولة في الشرق الأوسط وهي مصر".
وبشأن مراسم استقبال الرئيس بوتين وتناول الإعلام المصري الزيارة، انتقد العرابي تعامل وسائل الإعلام مع الزيارة باعتبارها تاريخية وقائمة على الحب والعاطفة، دون الإشارة إلى المصالح السياسية وراء هذه الزيارة وفوائد مصر من تلك الزيارة الأولى منذ 10 سنوات.
وحول إمكانية التعاون العسكري المصري الروسي الفترة المقبلة، أكد السفير نبيل العرابي أنَّ "التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو لم يتوقف يومًا لكن كان يدار في حجم وحدود ارتضاها الطرفين"، مشددًا على أهمية توسيع التعاون العسكري مع أكثر من جهة وعدم الاعتماد على جهة واحدة فقط.
وبالنسبة إلى إمكانية مشاركة روسيا في المؤتمر الاقتصادي المصري المرتقب في مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل، ذكر سفير مصر الأسبق لدى موسكو، أنَّ "الاستثمار الروسي الآن يختلف عن الاستثمارات الأخرى، ولكن هناك بعض الاستفادة من موسكو في توريد الغاز الطبيعي والسياحة أيضًا"، مشيرًا إلى أنَّ الاقتصاد الروسي يمر بظروف صعبة للغاية خلال الوقت الراهن بسبب العقوبات الاقتصادية وانخفاض عملة الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي.
ثم أشار السفير العرابي إلى أنَّ العلاقات بين مصر وروسيا يجب أنَّ تقوم على المصلحة المتبادلة وليس من أجل التظاهر فقط بذهاب مصر لطرف على حساب آخر، وأنَّ على مصر أنَّ تعلم جيدًا ما هو العائد من وراء تقوية العلاقات مع القطب الروسي.
أما بشأن إمكانية زيادة السياحة الروسية الفترة المقبلة بعد زيارة الرئيس بوتين إلى مصر، توقع العرابي أنَّ يتطرق الرئيس السيسي مع نظيره الروسي إلى تلك المسألة، "ومن الضروري تعزيز السياحة الروسية لمصر الفترة المقبلة بما ينعش الاقتصاد المصري في ظل الكساد الذي يمر به".
كما دعا السفير نبيل العرابي في نهاية حديثه إلى "ضرورة تحقيق نتائج سريعة من تعزيز العلاقات المصرية الروسية وأنَّ تعود بالنفع على المواطن المصري من خلال تطوير الخدمات مثل الغاز والسياحة التي توفر فرص العمل، وألا تكون تعزيز العلاقات من أجل إظهار انفتاح مصر على العالم والدول الأخرى فقط، وهو ما سيرفضه الشعب المصري الذي تحمل كثيرًا ويريد أن يحقق طموحاته الاقتصادية والاجتماعية".