بغداد ـ نجلاء الطائي
أكد قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الدين الجبوري، استعداد قواته لبدء عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة التنظيمات المتطرفة، وفيما أشار الى تجهيز القطعات بالأسلحة والمعدات، لفت الى أن هناك تنسيقا بين قيادة العمليات والحشد العشائري جنوب المدينة، (405 كيلومتر شمال بغداد).
وأوضح الجبوري في حديث لـ "العرب اليوم" أن "القطعات المنتشرة في محور مخمور جاهزة وكاملة للبدء بعملية تحرير الموصل بعد ان تلقوا التدريبات اللازمة وتم تجهيزهم بالأسلحة والمعدات". وأضاف أن "هناك تنسيق عالي المستوى بين قيادة عمليات نينوى والحشد العشائري في جنوب الموصل لتحرير ما تبقى من المناطق ناحية القيارة في حال البدء بعملية التحرير".
وأشار قائد العمليات الى انه "اطلع على استعدادات المقاتلين في حالة بدء بعملية التحرير ومدى جاهزيتهم لذلك"، مثمنًا "دور القيادات العسكرية في المحور على ما يبذلوه من جهود في مواجهة التنظيمات المتطرفة". وأكد الجبوري عن وصول جنود اللواء 71 من الفرقة 15 من الجيش العراقي وصلوا الى معسكر الجيش العراقي في مخمور.
ولفت الجبوري إلى أن معظم الالوية والوحدات التابعة للفرقة 15 وصلت الى المنطقة وهي تستعد لعملية تحرير مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في حزيران من عام 2014. لافتًا الى أن اقتراب بدء عملية تحرير الموصل ومن المنتظر ان يشارك فيها 4500 جندي عراقي بالتنسيق والتعاون مع قوات الپيشمرگة الكوردية.
وكشف قائد عمليات نينوى عن مشاركة المئات من المسيحيين بمقاتلة المتطرفين في نينوى، موضحًا ان كتائب بابليون افتتحت ثلاث دورات جديدة لتدريب المتطوعين من المسيحيين الجدد، الذين قرروا الانضمام إلى قوات الحشد الشعبي استعدادًا لتحرير محافظة نينوى. وبينّ الجبوري إن "تنظيم داعش سحب غالبية عناصره من الساحل الايسر في الموصل وباتت شوارع الساحل شبه خالية من أي تواجد"، موضحا أن "المعروف ان التنظيم ينشر مسلحين في أغلب التقاطعات وينشر الشرطة "الإسلامية" على شكل دوريات جوالة، لكنها اختفت قبل غروب الشمس".
وأكمل الجبوري، أن "أكثر من 400 عنصرًا فروا من مواقع التنظيم ولم يعرف مصيرهم"، مشيرا الى أن "التنظيم يعيش حالة من الانهيارات وهروب عناصره بسبب قلة موارده المالية بعد تدمير خمسة مصارف مهمة له في الجانبين الايمن والايسر في الموصل". وأوضح أنه تم وضع خطة محكمة لتحرير الموصل وتم الاعداد لذلك وتجري التدريبات المستمرة لقوات الشرطة في إحدى معسكرات التدريب ضواحي الموصل.
وبشأن مشاركة البيشمركة في تحرير نينوى، قال الجبوري إن هناك تنسيق مستمر بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي عبر غرفة عمليات مشتركة في اربيل واخرى في مخمور للتحضير لتحرير مدينة الموصل، معلناً وجود لواءين من الجيش العراقي في مدينة مخمور جنوبي مدينة اربيل تحضيراً للمشاركة في تحرير مدينة الموصل.
وأعلن الجبوري مشاركة قوات البيشمركة في تحرير مدينة الموصل من خلال تقديم الحكومة الاتحادية المساعدات التي تتطلبها المعركة، مبينًا ان تأخر تحرير الموصل يعود الى عدم استعداد الجيش العراقي، وانشغاله بتحرير مدينة الرمادي. ونفى قائد عمليات نينوى الأنباء التي تحدثت عن الاستعانة بقوات سعودية اماراتية لتحرير مدينة الموصل، مشيراً الى ان القوات الموجودة من الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة كافية، وليس هناك حاجة للاستعانة بقوات عربية لتحرير مدينة الموصل، نافيًا وجود اية اتفاقات او تفاهمات بين حكومة الاقليم والتحالف الدولي بهذا الشأن.
يُذكر ان التنظيمات المتطرفة احتلت الموصل في الـ 10 من حزيران/يونيو 2014، وانسحبت القوات الامنية منها بناء على أوامر صدرت لها من جهات عليا حينها، فيما لم تتضح حتى الان الجهة التي اصدرت تلك الاوامر، إلا أن جنودا أكدوا أن اوامر وصلتهم بالانسحاب الامر الذي يستدعي التحقيق لمعرفة المقصرين والمتخاذلين والمتواطئين مع "الدواعش" ومحاسبتهم، فيما لا يزال الدواعش يعبثون بالمدينة ويضايقون سكانها، فيما نزح الآلاف من المحافظات الشمالية والغربية نحو كردستان العراق والمحافظات الوسطى والجنوبية.