غزة – محمد حبيب
صرّح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أنَّ المقاومة التي تمثلت بعمليات الدهس والطعن النوعية التي نفذها أهالي مدينة القدس المحتلة في الآونة الأخيرة خففت من وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ومن تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على الأقصى.
وأوضح أبو مرزوق في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الاحتلال الإسرائيلي والمغتصبون اليهود لا يفهمون إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة، وإنَّه لا طريق لإيقاف الاستيطان والاحتلال إلا بالمقاومة".
وفي الشأن الداخلي، وصف أبو مرزوق التفجيرات الأخيرة التي استهدفت منازل قيادات في حركة "فتح" في غزة الأسبوع الماضي بـ"المؤسفة"، مشيرًا إلى أنَّ "فاعليها كانوا يسعون إلى عرقلة المصالحة الوطنية"، مطالبًا رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية، رامي الحمد الله، بزيارة قطاع غزة، والوقوف عند مسؤولياته كوزير للداخلية، والكشف عن هوية الفاعلين.
وبيّن أنَّ حماس هي من أكثر المتضررين من التفجيرات التي طالت منازل عدد من قيادات حركة "فتح" في قطاع غزة، مضيفًا "لا يجوز اتهام حركة "حماس"، فهي أكثر المتضررين من هذا الحادث"، مستنكرًا اتهام حركة "فتح" لها بالوقوف وراء هذه التفجيرات، واستعجالها في الوصول إلى استنتاجات بشأن المتورطين فيها.
وفي سياق آخر؛ أكد أبو مرزوق أنَّ خطة الأمم المتحدة لإعادة إعمار ما خلّفته الحرب الأخيرة على القطاع "إذلال" للشعب الفلسطيني، موضحًا أنَّ الحركة لم توافق على خطة الأمم المتحدة لإعمار قطاع غزة, وتسعى إلى تعديلها بما يرفع القيود المشددة على دخول مستلزمات الإعمار, خصوصًا مواد البناء.
ويشتمل اتفاق منظمة الأمم المتحدة مع السلطة الفلسطينية والاحتلال، الخاص بتوريد مواد البناء إلى قطاع غزة، على آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى غزة لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار "في إشارة لاستخدام الفصائل المسلحة مواد البناء في تشييد الأنفاق".
وتتمثل آلية المراقبة الدولية، في الاعتماد على "طلبات" يقدمها فلسطينيون مسبقا، بحاجتهم من مواد البناء للجهات المختصة لاعتمادها ومراقبة استخدامها من خلال مراقبين دوليين، وهي الآلية التي رفضها مسؤولون ومختصون فلسطينيون كونها تعطل عملية الإعمار.
وأشار أبو مرزوق إلى أنَّ حركته لم تكن طرفًا في أي اتفاق بشأن إعادة إعمار القطاع إثر العدوان الإسرائيلي الأخير الذي بدأ في الثامن من تموز/ يوليو وتوقف في 26 آب/ أغسطس، مضيفًا أنَّ خطة المبعوث الأممي روبرت سيري بشأن الإعمار التي كشف عنها منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي لم تعرض على الحركة, ونفى أن يكون هو قد وافق عليها.
وشدَّد على أنَّ الحركة ستعمل مع القوى السياسية والمجتمعية في غزة على تعديل خطة المبعوث الأممي, وإصلاح الأخطاء التي تتضمنها، لافتًا إلى أنَّ حركة "حماس" رفضت في المفاوضات المباشرة في القاهرة بشأن هدنة دائمة أن تكون الأمم المتحدة طرفًا مقررًا في إعادة إعمار قطاع غزة.