بغداد ـ نجلاء الطائي
أكد مستشار المركزِ الأوروبي لمكافحةِ الإرهاب والاستخبارات في العراق، اللواء عبد الكريم خلف، أن تنظيم "داعش"، يعاني من الانهيار التام، بسبب مقتل الألاف بين عناصره وقياداته، وتدمير أغلب قدراته المادية، على يد قطعاتنا في أثناء معارك تحرير أحياء الجانب الأيسر، ونواحي شرق الموصل، إلى جانب إنجاز الحشد الشعبي عملية قطع خطوط إمدادها، ضمن بادية نينوى الغربية.
وأضاف خلف في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن "القطعات أنهت تحرير ثمانِ قرى منذ الساعات الأولى، لانطلاق معارك تحرير الجانب الأيمن، وهي نفس القوات التي حررت الجانب الأيسر المتمثلة بالشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة التاسعة، وفرقتي المشاة 15 و16". وتابع خلف، أن المعارك ستكون أسرع بشكل أكبر من الجانب الأيسر، لعدة أسباب أولها الانهيار المعنوي لتنظيم "داعش"، والخسائر البشرية التي لم تستطع تعويضها مطلقًا، يقابله استعدادًا نفسيًا ومعنويًا وتعبويًا كبيرًا، لصنوف قواتنا المسلحة التي أعادت تنظيمها، وأعطت المقاتلين استراحة جيدة".
وكشف الخبير العسكري أن "الانهيار التام أصاب صفوف تنظيم داعش، جراء فقدانها الالاف من عناصرها وقياداتها، وتدمير المئات من معامل التفخيخ، والاستيلاء على مخازن أسلحتها والأعتدة في الجانب الأيسر المحرر". وكشف عن "إنجاز وضع جميع الخطط القتالية والإنسانية، التي رافقت عمليات التحرير وإنقاذ الأهالي من المتطرفين، لافتًا إلى وجود تنسيق عال بين جميع صنوف القطعات على جميع المحاور، أسهامًا في سد جميع الثغرات، ومحاصرة هذه المجاميع المتطرفة، وقطع جميع خطوط إمدادها.
وبيّن أن "قوة من اللواءين 11 و45 التابعين لقوات الهيئة، وبإسناد طيران الجيش العراقي نفذّت عملية استباقية في مناطق خربة الجحش، والشريعة الشمالية والجنوبية غرب الموصل، أسفرت عن قتل 20 مسلحًا، وتدمير آليتين تحملان أسلحة ساندة، بينما كانوا يحاولون فتح ثغرة في طوق الحصار المفروض على قضاء تلعفر. واسترسل خلف أن "الطائرات الحربية شنّت قصفًا دقيقًا استغرق ساعات عدّة طال عددًا كبيرًا من الأهداف المهمة لتنظيم داعش، في الجانب الأيمن، ما أسفر عن مقتل عشرات المتطرفين، بينهم أبرز قيادات التنظيم".
وفي غضون ذلك، أكد مستشار المركزِ الأوروبي لمكافحةِ الإرهاب، أن " وضع داعش في تلعفر، أصبح حرج للغاية، مبينًا أن "داعش تمركز في مناطق معزولة، ويتعرض إلى ضربات عسكرية ممنهجة. ولفت إلى أن "التعرض الذي قام به "داعش" على الجنوب الغربي لتلعفر، كان معول عليه كثيرًا، وأنه يمثل أكبر قوة لـ "داعش"، دُمرت بالكامل من قبل فصائل المقاومة وطيران الجيش العراقي، مؤكدًا أن "هذا الهجوم يمثل الحلقة الأخيرة لقوة "داعش" في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن المشكلة الكبيرة التي يعاني منها "داعش" هو التواصل ما بين عدد من البؤر المتطرفة المرتبطة بالموصل، ومنطقة بادوش وتلعفر والبعاج، بسبب وجود فصائل المقاومة الإسلامية وجهد هندسي عالي المستوى، مبينًا أن "تقطيع تلك المناطق وجعلها معزولة عن بعضها صعب الأمر على داعش، في التواصل ونقل المؤن والأعتدة وما شابه".