بغداد – نجلاء الطائي
أعلن الخبير الأمني، ضياء الوكيل أن الحرب الموجهة إلى تنظيم "داعش" في الموصل غير نظامية، وغير دقيقة، عازيًا ذلك الاعتماد على مبدأ "معاقبة الهدف"، وليس "إسكات ومعالجة مصادر النيران المعادية، بواسطة أسلحة مضادة متاحة لا تتعدى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقناصة. وقال الوكيل، إن الولايات المتحدة تجاوزت قواعد الاشتباك والحرب في المناطق المبنية التي تضم مدنيين عزّل، مبينًا أنها اعتمدت مبدأ "معاقبة الهدف"، وليس "إسكات ومعالجة مصادر النيران المعادية".
وأضاف الوكيل في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن معاقبة الهدف باللغة العسكرية يعني تدميرهُ وما حوله باستخدام قذائف صاروخية ذات قدرة تدميرية واسعة، وبما أن الأهداف المعادية هي للمتطرفين، يعتلون أسطح المنازل والبنايات المكتظة بالمدنيين، فذلك يعني حتما إيقاع إصابات مباشرة بالسكان المتواجدين في المنازل وهذا ما حدث.
وأشار العميد إلى أن هذه الحرب غير نظامية وتستدعي استخدام أساليب الحرب الهجينة، ومنها "إقحام القوات الخاصة المؤهلة لحرب الشوارع والمدن، حرب المعلومات والاستخبارات، الحرب الإلكترونية"، لافتًا إلى عدم استخدام المدفعية والصواريخ والأسلحة الثقيلة والطيران المقاتل في هذه المعركة، لتجنيب المدنيين المزيد من الخسائر.
وفضل الوكيل الاعتماد على قوات النخبة العراقية في التصدي لهذه المهمة، وهي تمتلك خبرة ميدانية وكفاءة هجومية وقدرة قتالية جيدة وشجاعة ومعنويات عالية، واستعداد للتضحية وتوظيفها في خطط عسكرية تواجه التحديات الميدانية الراهنة، مبينًا أن جميع تلك الأمور تقلل التضحيات في صفوف المدنيين، وإنجاز التحرير بزمن أسرع وكلفة أقل، وننقذ ما تبقى من المدينة القديمة وأحياء المنطقة الغربية، وخلاف ذلك لن يكون إلا المزيد من الدمار والضحايا.
ولفت إلى استخدام "داعش الطائرات المسيرة، وحاليا لا يستطيع استخدامها بسبب وجود عمليات تشويش إليكترونية، مما جعل القوات الأمنية العراقية، تستخدم هذا السلاح بشكل فاعل".
وأكد أن "تنظيم داعش يستخدم المدنيين دروعًا بشرية في المنطقة القديمة التي تشكل قيمة رمزية للعراقيين"، موضحًا أن "المدنيين شكل عامل بطيء في سير العمليات العسكرية" . وأوضح أن "داعش يستخدم بيوت المنازل، لاستدراج القوات الأمنية العراقية، كوضع القناصين والأسلحة الثقيلة على أسطح المنازل، لأن داعش لا يقيم وزنا للإنسان، ولا المناطق الأثرية" .
وكشف أن "بعض الرسائل التي توجه لتنظيم داعش من خلال التنصت مضمونها كل شيء يتحرك ما عدا "المجاهدين"، هم أهداف للنيران، مما يعني أن المدني النازح الخارج مما يسموه أرض الخلافة يصبح هدفا لنيرانهم وكثير من المدنيين استشهدوا بنيران قناصة ".