صنعاء - عبد العزيز المعرس
أكّد العقيد في وزارة الداخلية اليمنية نائب مدير أمن محافظة إب، بكيل غلاب ، أن جماعة الحوثيين أصبحت دولة وتحكم قبضتها على مقاليد الحكم وقامت بتشكيل الحكومة الجديدة "حكومة الإنقاذ الوطني"، موضحًا إن ما يحدث في مدينة تعز كبرى مدن اليمن من حيث عدد السكان حرب بالوكالة وتبادل الأدوار وألعوبة قذرة دفعت تعز ثمناً باهظاً لها.
وأوضح بكيل غلاب، في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، أن هناك حالة من الانفلات الأمني بسبب ما يمر به الوطن وما يعانيه الشعب هناك اختلاف من منطقة إلى أخرى، وفي إطار الحرب الشعب يعاني بسبب تجار الحروب وهم من يقفون خلف ذلك، موضحًا أن سبب عدم حسم اي طرف للمعركة في بلدة نهم الذي يدور في نزاع منذ عام يرجع إلى أن الحرب غير مبنية على عقيدة وطنية وقناعة وطنية فهذه نتائجها.
وتحدّث غلاب عن سيطرة تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت لأكثر من عام، وإخلائها في غضون 24 ساعة، مبيّنًا أن "لست المعني بالإجابة، ولكن من باب الإدلاء أصبحت القاعدة وداعش صناعة استخباراتية عالمية دائمًا في الدول النامية تنشط هذه الجماعات ولكن أنا حسب آخر متابعتي لأخر تصريح لجهاز استخباراتي خارجي أن القاعدة صناعة غربية بإمتياز ولكن عملها الخاص في دول العالم الثالث التي تتصارع وتتقاتل فيما بينها"، وعن تدهور الوضع الأمني في الجنوب رغم الدعم العسكري الكبير هناك وهل سيتم السيطرة على الأمن بالكامل بعد تشكيل الحكومة أبرز العقيد بكيل غلاب، أن "الأمور أكبر مما يتوقّع الجميع لكن أرجع وأقول اذا لم يتق الله ساسة الداخل والخارج الذي يحسدنا العالم على ما فيه من ثروات وخاصة بعد الذي تم اكتشافه مؤخرًا فلن يأتي الصديق أو الشقيق ليحافظ على بلدك أما عن حكومة الإنقاذ الموضوع موضوع إرادة وطنية إذا وجدت إرادة وقيادة وطنية لسنا أكبر من غيرنا سواء في المساحة أو الأسلوب الإجرائي" .
وأشار غلاب إلى أن "الكل يعاني من تكبر الساسة بالنسبة للمواجهة فأنا أعتقد أن الشعب اليمني أصبح مثل الميت لا تأثر في الطعنة" ولكن ما سبب كل ما يدور في الوطن من ممحكة الساسة؟ أنا أحمل الساسة لكل ما يحدث لهذا الشعب المغلوب على أمره وهناك أيضًا أطراف دولية ومصالح دول مشاركة في ذلك، إن كل ما خسر الأمن اليمني خلال عامين من الحرب والصراع المسلح هو جُلّ أبناءه ليس هنا ما أغلى من العنصر البشري واقع الأمر هناك ضحايا لا يستطيع أحد أن يخفيهم على ماذا يُقتل الشعب اليمني على شرعية كان بالإمكان إسقاطها عبر مجلس النواب أما على التفاف حول جماعة أو حزب".
وأبرز غلّاب في رده على سؤال في حالة الاتفاق السياسي كم سيحتاج من الوقت إلى إعادة الوضع إلى ما كانت عليه اليمن سابقُا أن "الأمور لا تقاس هكذا الأمور تُقاس حين يستشعر أصحاب القرار مسؤوليتهم تجاه هذا الوطن وهذا يرجع الى الإرادة من أفقد الطفولة البريئة لهذا الشعب صواريخ توجه إلى المدن ، طائرات تزمجر واقتتال هنا وهناك فالشعب اليمني دخل في حرب ومعمعة لا ناقة له فيها ولا جمل" .
وأفاد غلّاب أنه "إن لم تحل الأمور تم ترحيلها في مجملها مدينة إب تعتبر الحاضنة لأبناء المحافظات هناك ما يربوا عن سبع مائة الف نازح يقطنون الآن في إب ورغم أن مساحة إب ضيقة إضافة عددها السكاني الكثيف فربما هذا جزء من أمر الواقع الذي ضبط الأمور نوعا ما".
وبيّن غلّاب أن "محافظة إب لا تخضع إلى حكم أجهزة الدولة وباتت تُحكم من قبل جماعة الحوثي التي أصبحت دولة وهذا أمر الواقع هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها ومن الطبيعي أن تجد إجابة أن من يسيطر على مدينة إب هي جماعة الحوثي وهذا واضح للجميع، ما يحدث في تعز تجارة وحرب بالوكالة يتمدد ذاك الطرف وينقبض ذاك ثم يأتي الثاني وتبادلوا الأدوار ألعوبة قذرة دفعت تعز ثمناً باهظاً لها وعلى الإخوة الجيران من حقهم أن يتوجسوا على أمن بلدهم ولكن ليس من حقهم أن يؤذي الآخرين فالكل مسؤول والكل معني بما يحدث من كارثة حرب في تعز"، وعن دور حكومة الإنقاذ وقدرتها في إخراج مشرفي جماعة الحوثي من المرافق الأمنية وجميع مرافق الدولة، كشف أن "من عيّن الحكومة هم جماعة الحوثي بالتالي "قالو شر البلية ما يضحك" الحوثيين هم من عيّن الوزراء فمستحيل إخراج المشرفين من أجهزة الدولة بذريعة ظروف الحرب ولكن بالعربي الفصيح لا أجد تفسيرًا لتعيين الحكومة، هي كانت مطلب وطني ولكن شُكلت الحكومة وقبلها المجلس السياسي ولكن لاتزال اللجان الثورية مسيطرة على مقاليد الحكم وقرار الدولة فأنا لا أعرف هل يضحكون علينا أم يضحكون على أنفسهم بتشكيل الحكومة ،كذلك حزب المؤتمر ارتضي في الشراكة في المجلس السياسي قبل تشكيل الحكومة وظل يمارس في إطار قناعته المتكاملة إلا أن اللجان الثورية لازلت إلى المسيطرة، بماذا يفكر أقطاب الحكم اليوم؟ اللجنة الثورية لازالت مسيطرة قبل المجلس السياسي قبل الحكومة ،صحيح أن المجلس السياسي انطوت عليه أكذوبة أن اللجنة الثورية هي الضامن لمعادلة قوة المؤتمر في مجلس النواب ولذلك استساغها الصماد رئيس المجلس السياسي بجانبه وظل يمارس سياساته المقيدة في إطار شرعية اليد المطلقة للجان الثورية ودور المجلس السياسي نفقات ومكاتب ولقاءات لا أقل ولا أكثر".
وأبرز العقيد غلاب دور حزب صالح في "المؤتمر الشعبي العام" ، مبيّنًا أنه "في إطار الواقع ربما حزب صالح أفضل من غيره أما بالنسبة لما قدمه عبارة عن أماني ,يعني ارتضى بحكومة وطنية بمجلس سياسي في ظل أن اللجان الثورية لا زالت مستمرة حزب "صالح " أشار إلى نور في آخر النفق لكنه لم يبحر فيه , اتفقوا على شراكة وطنية كان يجب أن تطبق، ابتداءً من تشكيل المجلس السياسي وصولًا إلى الحكومة الشعب كان يعول على الحكومة والشراكة بسبب الحالة التي وصل إليها الشعب اليمني