القاهرة ـ أكرم علي
كشف وزير التخطيط المصري أشرف العربي، أن المصريين سيشهدون تحسنًا حقيقيًا في عدد من الخدمات خلال العام الجاري، وأن استعادة الاستقرار المالي والنّقدي، أحد أهم أهداف استراتيجية التنمية المستدامة والمتمثلة في "رؤية مصر 2030"، من خلال وضع سعر موحّد سواء للدولار أو للسلع الأساسية، بما يسهم في القضاء على السّوق السوداء، نتيجة لتبني السعر الحقيقي لتلك السلع.
وأضاف العربي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، على هامش مشاركته في ندوة في معرض الكتاب، أن القيادة الحالية في مصر، قررت خوض التحدي ومواجهة الأوضاع السيئة، التي استمرت منذ أعوام طويلة معتمدة فقط على المسكنات، وليس علاج المشكلة من جذورها، مشيرًا إلى أن بداية التحسن ستظهر خلال أشهر عدّة، حسب استجابة السوق لذلك، وأن هناك اتجاه لزيادة المعروض من الدولار، وخفض الطلب عليه، ليبدأ انخفاض سعره الجاري، ويقف عند نقطة محددة.
وعن برنامج الحكومة، أكد وزير التخطيط أنها تعمل على تعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بعد فشل الاستراتيجيات السابقة، لأنها كانت تنسب إلى جهة أو شخص، أما الآن الاستراتيجية تكون بمشاركة مجتمعية، حتى نضمن نجاحها بحلول 2030، حسب ما هو متوقع لتشهد مصر التغيير المطلوب، وذلك من خلال رصد التحديات، التي تمثلت في عدم الاستقرار المالي والنقدي، وهي المعايير التي يحدد المستثمرين بناء عليها المشاركة في الاقتصاد المصري أم لا، وتم اتخاذ خطوة إصلاحية جيدة.
وبشأن أهداف التنمية المستدامة التي تسعى مصر إلى تحقيقها، أكد العربي أن أهداف هذا التنمية ستحقق من خلال الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والتي تضم كافة طبقات المجتمع، مشددًا على أن مصر لديها خبرة كبيرة في تنفيذ الخطط الخماسية والعشرية.
وردًا على أسباب فشل استراتيجيات التخطيط في الأعوام الماضية، أكد أشرف العربي أن فشل هذه الاستراتيجيات بسبب نسب ذلك للحكومة أو وزارة معنية، ولكن في الاستراتيجية الحالية نجت الدولة بمشاركة الحكومة وكل الوزارات في عمل مشاركة مجتمعية واسعة، لتبني مجتمعًا واسعًا، يعبر بصدق عن ما يريده المصريون، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية، تم إعدادها بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وكان يتم التفكير فيها بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وبناءً عليه شهدت مناقشات مجتمعية واسعة من خلال التشاور مع كافة الجهات.
واعتبر وزير التخطيط، أن تحرير سعر الصرف أكبر وسيلة لدعم الصادرات، وأن الحكومة تعمل على تعميق الصناعة المحلية، للاستفادة من تلك النقاط الإيجابية من تحرير سعر الصرف، وأن المشروعات القومية، ستساهم في تحسين الحالة الاجتماعية للفقراء، وأنه من الصعب تحديد فترة استقرار سعر الصرف للجنيه أمام الدولار.
ودعا أشرف العربي المواطنين إلى الاستفادة من المنتجات المصرية، بدلًا من المنتجات المستوردة للتخفيف من أزمة الدولار وتخفيض الأسعار، مؤكدًا أن كفاءة المنتج المصري الآن، تساوي المنتج الأجنبي وأفضل منه في بعض السلع الأخرى.