بغداد – نجلاء الطائي
كشف الباحث والمحلل السياسي في مركز العراق للدراسات الإستراتيجية، يحيى الكبيسي، أن الرئيس الأميركي ترامب ليس لديه إستراتيجية عمل واضحة في العراق، مبينًا أن موقفه من إيران يتعلق بالملف النووي الإيراني أكثر من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأوضح الكبيسي، في لقاء خاص لـ"العرب اليوم"، أن الرئيس ترامب حصر اهتمامه تحديدًا في الموضوعين اللذين تم "إخفاؤها" عراقيًا، والمتعلقة بالموقف من "الخطر" الإيراني في المنطقة، وزيادة عدد القوات الأميركية في العراق، مضيفًا أن ملامح إستراتيجية الرئيس ترامب المستقبلية تجاه العراق متجهة نحو محاولة إبعاده عن إيران، وضمه إلى تحالف أميركي جديد من جهة، وربط النفوذ الإيراني في المنطقة بملفها النووي من جهة أخرى.
ويرى الكبيسي، أن أميركا أدركت بأن الدور الأيراني أخذ شكلًا تصاعديًا في المنطقة، مع تحول الميليشيات التابعة لها في العراق إلى قوة حقيقية، عبر إنشاء هيئة الحشد الشعبي، والتي استخدمت فتوى السيستاني لإضفاء الشرعية على نشاطها على الأرض، الذي كان سابقًا لتلك الفتوى.
ولفت الكبيسي، إلى أن أميركا بدأت في استقطابات جديدة في المنطقة لتحجيم دور إيران، موضحًا أنها تورطت في احتلال العراق، وأن إيران قد فرضت نفسها بقوة هناك، بعدما أرادت أميركا الخروج منه، وعن إمكانية إزاحة الطبقة السياسية الحالية الإسلامية "الشيعية"، من الحكم في العراق، وصعود الليبرالية العلمانية كبديل عنها، قال إن "القوى الليبرالية تواجدها محدود بين القوى السياسية في العراق".
وأضاف الكبيسي، أن "الجمهور الشيعي هو الذي جاء بالأحزاب الإسلامية الشيعية الحاكمة اليوم، ومن المستحيل أن تأتي جهات سياسية دون اختيار الجمهور"، لافتًا إلى أن" الأحزاب السياسية الشيعية أصبحت جذورها قوية منذ عام 2003، وحتى الآن".
ويعتقد المحلل السياسي، أن الرؤية الأميركية الجديدة ترى رابطًا عضويًا بين السياسات الإيرانية في المنطقة، وبين رواج التطرف السني، الذي وجد أعنف أشكاله في تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أنه ليس من السهل التعامل مع "التغول الإيراني" في العراق، موضحًا سبب ما ذهب إليه بكون "إيران استطاعت أن تتغلغل في جميع مفاصل ومؤسسات الدولة العراقية".
وأكد الكبيسي، أن "إيران استطاعت أن تبني لها قواعد شعبية بين شيعة العراق"، مشددًا على أن "الخطير في الأمر أن تلك القواعد أصبحت مسلحة، وفوق القانون، وأقوى من الجيش العراقي"، مؤكدًا بذلك أن "الحشد الشعبي"، التي يراها من حيث القوة والتمكن والتغلغل تثبت لديه الاعتقاد، "بأنها تصعّب على ترامب سحب البساط من تحت أقدام إيران الممتدة هناك".
وإلى ذلك التغلغل، يدعو ترامب إلى "رفع سقف تهديداته ضد إيران"، وفقًا للكبيسي، مشيرًا إلى أن "ذلك يذكرنا بسلفه الأسبق، جورج بوش، الذي كان لا يدخّر مناسبة إلا ويهدد فيها بضرب إيران"، متابعًا أن واشنطن عازمة على استهداف النفوذ الإيراني خارج الحدود، إضافة إلى الضغوط التي ستمارس على النظام نفسه.
ولفت الخبير السياسي، إلى الجهد الأميركي الواضح في اليمن والعراق، والذي أفصحت عنه تصريحات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، وأنه بات ينسحب على سورية، وأن شرط أي تسوية في سورية هو انسحاب جميع المليشيات، المرتبطة مباشرةً بفيلق القدس والحرس الإيراني.
واعتبر الكببيسي، أن تصريحات هالي تكشف بشكل جلي أن واشنطن لا ترى مستقبلًا للنفوذ الإيراني في سورية، على الرغم من خطط طهران المعلنة في ذلك الشأن، مؤكدًا إعلان مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس نشر ما يصل إلى 1000 جندي في الكويت، كقوة احتياطية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق مع تسارع وتيرتها.
فيكا قال مسؤولون يؤيدون ذلك الخيار الذي لم يُعلن من قبل، إنه يتيح للقادة الأميركيين على الأرض قدرًا أكبر من المرونة، للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة، والتحديات التي قد تطرأ في ساحة المعركة.