الجزائر - ربيعة خريس
عرج الأمين العام لحركة النهضة المحسوبة على التيار الإسلامية في الجزائر محمد ذويبي، للحديث عن الصراع الداخلي الذي تشهده التشكيلة السياسية قبل الانتخابات التشريعية، التي جرت يوم 4 مايو / آيار الماضي. وكشف عن نتائج المشاورات التي تمخضت عن اجتماع مجلس الشورى للحركة المنعقد في دورته العادية في المقر المركزي للحركة بأعالي محافظة الجزائر العاصمة بتاريخ 21 و 22 يوليو / تموز الجاري.
وقال ذويبي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، إن هذا الاجتماع كان مهم ومصيري، ووضع حدا للصراع الذي افتعله قياديون داخل حركة النهضة، ومجلس الشورى الوطني قد جددوا الثقة فيه كأمين عام لحركة النهضة الجزائر العضو البارز في الاتحاد الإسلامي، الذي تشكل قبيل الانتخابات البرلمانية وأكدوا تمسكهم بمؤسسات الحركة وخيارتها.
وأكد الأمين العام ل"حركة النهضة الجزائرية"، وهي تشكيلة سياسية مدنية ذو مرجعية إسلامية تتبنى منهج مدرسة الاعتدال، أن تجديد الثقة فيه كان بمثابة رد مباشر على الحراك الذي خاضه خصومه في الأيام الماضية، وأبطل هذا كل الاتهامات التي وجهت له من طرفهم.
وأوضح محمد ذويبي أن اجتماع مجلس الشورى الوطني، قد فصل في مصير أعضاء المكتب الوطني الذين أعلنوا عن استقالتهم من صفوف المكتب، وقد أنهى مهامهم وتم تعويضهم بأربعة أعضاء جدد في إشارة منه إلى كل من يوسف خبابة ومحمد حديبي وقياديين آخرين من المكتب الوطني.
وبخصوص اللجنة المؤقتة التي تم تشكيلها لتسيير الحزب خلال اجتماع مجلس الشورى فند الأمين العام لحركة النهضة المعلومات، التي تداولت خلال الساعات الماضية في عدد من المواقع الإلكترونية، قائلا إن اللجنة التي تم تشكيلها هي لجنة مستقلة عن الحزب تشرف على التحضير للمؤتمر المقبل، وأيضا تشرف اللجنة على معالجة القضايا التنظيمية العالقة داخل التشكيلة السياسية.
وأشار إلى أن رئيسها لم يعين بعد حيث اكتفى مجلس الشورى على الاتفاق على تعيين هذه اللجنة فقط، يحدث هذا في وقت أكد خصوم الأمين العام للحركة، أن مجلس الشورى أجل قضية الفصل في مصير هذا الأخير إلى غاية منتصف آب / أغسطس المقبل، وقالوا إنه تم تشكيل 3 لجان خلال الاجتماع، تتمثل الأولى في لجنة تحقيق بخصوص الأزمة التي تعرفها قيادة الحركة منذ العام الماضي، وفي الاتهامات التي وجهها الأعضاء المستقلين للمكتب الوطني، خاصة حركة التمرد التي جرت في المحافظات، وتقديم تقرير في دورة ثانية لمجلس الشورى تعقد للحسم في القضية، أما اللجنة الثانية فستشرف على التحالفات السياسية مع الاتحاد والوحدة، وعن اللجنة الثالثة، قال إنها لجنة مؤقتة لمساعدة الأمين العام لتسيير الحركة إلى غاية انعقاد دورة طارئة لمجلس الشورى في غضون ثلاثة أسابيع.
ومن جانب آخر وبخصوص موقف التشكيلة السياسية من المحليات المرتقب تنظيمها حسب تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون، خلال الفترة الممتدة من شهر نوفمبر / تشرين الثاني إلى ديسمبر / كانون الأول، قال الأمين العام لحركة النهضة إن مجلس الشورى الوطني قرر دخول المحليات المقبلة، تحت عباءة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء تماما، مثلما حدث في الانتخابات التشريعية التي جرت بتاريخ 4 مايو / آيار الماضي.
ورحب محمد ذويبي، بإطلاق رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون دعوة إلى الحوار الوطني والتي ستجمع كل مكونات النسيج الوطني من حكومة وأحزاب سياسية وحركة جمعوية، معلنا في الوقت عينه عن مساندته لكل خطوة من شأنها محاربة الفساد والحفاظ على المال العام"، مجددة دعوتها لمكافحة "ظاهرة تغول المال السياسي الفاسد مع ضرورة تطهير الساحة من أثره".