بغداد ـ نجلاء الطائي
كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، خالد الأسدي، عن عزم ولي العهد السعودي، محمد بن نايف، زيارة بغداد قريبًا، بعد جولة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى الرياض. وأوضح أن الأخير تلقى دعوة رسمية لـ"زيارة" الرياض تعقبها جولة ولي العهد السعودي إلى العاصمة العراقية، لافتًا إلى نية وزراء خارجية دول خليجية، زيارة بغداد في إطار فتح صفحة جديدة مع العراق في مرحلة ما بعد تنظيم "داعش".
وأضاف الأسدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن زيارة وزير الخارجية السعودي مهدت لزيارة مرتقبة، سيقوم بها العبادي إلى الرياض، مبينًا أن ولي العهد السعودي محمد بن نايف، سيقوم عقب زيارة العبادي للرياض بزيارة بغداد. وبيّن أن زيارة الوزير السعودي، والتي جاءت على خلفية دعوة كان وجهها الملك سلمان بن عبد العزيز، للعبادي لزيارة الرياض ونقلها الجبير، متوقعًا إلى زيارة عدد غير قليل من كبار المسؤولين العراقيين إلى الرياض، في الأيام المقبلة لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية.
وأشار إلى أن "زيارة وزير خارجية السعودية إلى العراق، تأتي ضمن الحراك الجاري في المنطقة، وتحتم مشاكل المنطقة وخاصة القضايا الأمنية والإرهاب أن يكون هناك تبادل زيارات للتفاهم من أجل الوصول إلى حل الخلافات، لأن التوتر ليس في صالح أي من الدول، ودول المنطقة هي الأولى بإزالة هذا التوتر أو الحد منها". وتابع أن "التوتر تسبب في ضياع الكثير، وبدأ الكل يشعر بالخطر فحتى المملكة العربية السعودية، بدأت تشعر بالابتزاز من الولايات المتحدة الأميركية، بما أوجب عليها تحسين علاقاتها مع دول المنطقة، لافتًا إلى أن أبواب العراق مفتوحة للأشقاء والأصدقاء، ولكن بالتعاون والتنسيق لتحقيق المصالح العامة ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الأخرين".
وواصل الأسدي حديثه، قائلًا "نحن في العراق نبتعد دائمًا عن سياسة المحاور، وكذلك نرفض أن يكون العراق ساحة للصراعات بين الدول". وعن ماهية مطالبات العراق من السعودية، قال الأسدي، "نحن نطالب السعودية بإيقاف تدفق المتطرفين في حين أننا لا نرغب في التصعيد وطرح ذلك بالمحافل الدولية، ولكن هناك أفلام ووثائق تؤكد على أن هناك الكثير من مقاتلي داعش القادمين للعراق من السعودية، والذين يتسببون في إراقة الدماء، وكذلك القضايا الاقتصادية وملف عدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأشار إلى أن "السعودية تتهم الدول الأخرى بالتدخل في العراق، في حين أن تدخل سفيرها السابق ثامر السبهان، كان واضحًا بمحاباة مكون على حساب أخر والإدلاء بتصريحات بعيدة عن الدبلوماسية والسياسية". وعن دعوات الرياض لبغداد بالتقليل من النفوذ الإيراني، قال "لا ننسى أن الشيعة والكرد لم يجدوا ملاذًا غير إيران، "في إشارة لإيواء إيران معارضي النظام العراقي السابق"، فالدور الإيراني في العراق ليس وليد اليوم، بل هذه الثقة بنيت على أساس مواقف ايران الإنسانية للشعب العراقي في الظروف الحالكة".
وتابع أنه "لا يمكن أن تأتي دولة الآن ومنها الولايات المتحدة حتى، وتدعو إلى عدم التعامل مع إيران، فهي موجودة بموافقة العراق، وليس جبرًا كما أن لإيران أطول حدود مع العراق، وهناك تاريخ وثقافة مشتركة بين البلدين، وكل ما يقال غير ذلك يأتي ضمن الابتزاز السياسي والمناكفات السياسية". ومضى بالقول إن "زيارة الجبير خطوة جيدة ومرحبٌ بها، ونحن نرحب بأي خطوة من هذا النوع لتبادل وجهات النظر، وندعو إلى إجراء الحوار المباشر لتفعيل العلاقات وتقزيم الخلافات وفتح الأبواب لحلها خاصة على مستوى وزراء الخارجية"، متمنية أن "تثمر الأمور عن حل الخلافات، وتجنيب البلدين مخاطر الخلافات الحالية، وبحث الأوليات الأمنية وإحلال الاستقرار".
وبيّن الأسدي أن وزراء كل من قطر والإمارات والبحرين "وعدوا" وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بزيارة العراق في غضون الأيام المقبلة، وفتح علاقات جديدة لعراق ما بعد داعش ودعم العراق اقتصاديًا وأمنيًا. وأكد أن ترحيب وزارة الخارجية بهذه الزيارات المرتقبة، والتي ستسهم بشكل كبير في تطبيع العلاقات مع دول المنطقة لبناء علاقات قوية مرتكزة استراتيجيًا لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة.
وأجرى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، زيارة إلى بغداد مطلع الأسبوع الجاري، التقى خلالها القيادات العراقية، بينهم العبادي ورئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، ووصفها مراقبون بالناجحة. وكشف وزير الخارجية العراقي السابق، هوشيار زيباري، عن دور أميركي في تحسين العلاقات السعودية العراقية، مبينًا في حديث لمحطة تلفزيون محلية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، دعا العبادي في اتصال هاتفي سابق لزيارة السعودية، واتفق معه على أن يزور وفد سعودي العراق، فجاءت زيارة الجبير تحقيقًا لذلك