بغداد- عمر السويدي
أكد المحلل الاستراتيجي وخبير الجماعات الجهادية هشام الهاشمي، أن التقدم في معركة الموصل خصوصًا بعد الانتهاء من أحياء الطيران والمأمون والجوسق، يعد ضربة قاصمة لتنظيم "داعش"، بسبب تشكيل تلك الأحياء خطوط الصد التي يليها عمق "داعش" الاستراتيجي، حيث المراكز المهمة وبيت المال والوثائق والسجون، ومصانع التطوير ومراكز الأمن وغيرها.
وأضاف الهاشمي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن المقاتلين السوريين يمثلون الثلث في عناصر "داعش"، في داخل الموصل، وهناك نحو 10 جنسيات أخرى، وهي تواجه بقوة تامة، مستخدمة سلاح القنص وإرسال العجلات المفخخة، وزرع الألغام في الشوارع والطرقات، لمنع القوات من التقدم وحتى المدنيين من الهروب، وهي مؤامرة تقوم بها تلك العصابات التي لا تحترم حتى القوانين الإنسانية، والأعراف والقيم التي أجمعت عليها البشرية.
وعن التقدم في أحياء الساحل الأيمن، عدّ الهاشمي أن عناصر "داعش" فقدوا توازنهم في تلك المعركة بسبب الجبهات المتعددة التي انطلقت منها المعركة، وتحولت دفاعات "داعش" إلى فلول مناورة بعمليات قنص وتفجيرات انتحارية، خبيثة دون أدنى شك باتخاذها الأهالي دروعًا بشرية، وباتت عقلية القيادة لـ"داعش" المغلقة مكشوفة وماهية أدواتها التي توظفها لتحقيق عمليات العرقلة والاستنزاف، وعلاقة أهالي نينوى الرافضة لعناصر "داعش"، من المحليين والأجانب من جهة، وتعاونهم الكبير مع القوات التي دخلت جهة أخرى.
وتابع أن تنظيم "داعش" يعتقد أنه حصل على الحاضنة الشعبية عندما فرض الطاعة والولاء له على المواطنين الموصلين سابقًا بالقوة، لذلك كان البغدادي في خطابه الأخير مستاءً من سنة العراق، لأنهم بمفهومه نكثوا البيعة التي يعتقد البغدادي أنه حصل عليها. وبخصوص مستقبل المحافظة وقدرة داعش على تشكيل نفسه من جديد، قال الهاشمي إن التنظيم لن تسنح له فرصة جديدة للتمكين في العراق بعد هزيمتهم في الساحل الأيمن من الموصل، فداعش تحوّلت إلى تنظيم فاشل عسكريًا بعدما خسرت الفلوجة والرمادي وهيت وبيجي وتكريت، وجاء تحرير الساحل الأيسر من الموصل قاصمًا لظهورهم.
وكانت اقتحمت الشرطة العراقية حي الدواسة، وأحياء أخرى في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، في إطار الحملة ضد تنظيم داعش، وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت، في بيان إن قطعات الشرطة الاتحادية اقتحمت، حي الدندان وحي الدواسة والأحياء المجاورة لهما، في إطار التوغل داخل الأحياء من الساحل الأيمن.
وأضاف مصدر مطلع لـ"العرب اليوم" أن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تخوض قتالًا عنيفًا ضد مسلحي تنظيم "داعش" في منطقة النبي شيت وسط الموصل، فيما استخدم تنظيم "داعش" الطائرات المسيرة والسيارات المفخخة، لإعاقة تقدم القوات العراقية التي تخوض حرب شوارع في ساحل الموصل الأيمن، للوصول إلى مبنى مجلس محافظة نينوى وسط المدينة. وأكد المصدر ارتفاع موجة النزوح بين الأهالي من أحياء مناطق الصمود، وتل الرمان والنبي شيت بعد اشتداد المعارك، وتوغل قوات جهاز مكافحة الإرهاب في تلك الأحياء.