الخرطوم – محمد إبراهيم
أكّد والي جنوب دارفور غربي السودان، المهندس آدم الفكي، أن انتشار المخدرات وزراعتها في المنطقة من أكثر القضايا تسبّبًا في الصراعات المسلحة في ولايته، مؤكدًا استقرار الأوضاع في الوقت الحالي خاصة في معسكرات النازحين، فضلاً عن انخفاض نسبة الجريمة، مشيرًا إلى أن تدشين مؤتمرات الصحة والقضاة في الولاية مؤخرًا تُدلل على توفّر الأمن.
وأكّد آدم الفكي في مُقابلة "العرب اليوم" أن التنمية والإعمار في الولاية تحتاج إلى مزيد من الجهود لتوفير البيئة المناسبة لها، لافتًا إلى أن الوضع الصحي والتعليمي يحتاج إلى معالجة بنيته التحتية خاصة مستشفى نيالا الذي يحتاج إلى تطوير حتى يستوعب سكان الولاية البالغ عددهم "5" ملايين نسمة، ومنوّهًا إلى أن جميع الأماكن التي يتعالج فيها المواطنون في مساحة "6" وتتمركز جميعها في وسط المدينة، ما دفعهم إلى التوسع في بناء المستشفيات الريفية في أطراف المدينة للتقليل من الضغط على المستشفى الكبير في نيالا الذي يحتاج هو الآخر إلى تأهيل وتطوير حتى يكون في مصاف مستشفيات المدن الكبيرة بحجم سكان نيالا، وأن مستشفى عاصمة ولايته يفتقر إلى الأسرّة وجنوب دارفور بحجم سكانها الـ "5" مليون يتواجد فيها 30 طبيباً فقط.
وأوضح الفكي أنّه عندما تولى قيادة الولاية، وجدها تعاني من آثار التمرّد والصراعات القبلية والعنصرية والجهوية، ما تسبب في هتك النسيج الاجتماعي وتدهور البنية التحتية، مبيّنًا أن التمرّد نجح في أن يلعب دوراً كبيرًا في استقطاب القبائل وفق مناطقهم لإشعال فتيل الأزمة لإحداث الفوضى ولإنهاء هيبة الدولة، ومضيفًا: "أي مطلوب عندما تقوم السلطات بالقبض عليه تأتي قبيلته وتأخذه من السلطات عنوة وتهريبه إلى مناطق التمرد حتي يفلت من العدالة، لذلك أصدرنا جملة من القرارات من بينها أن المتفلتين ليس لهم قبيلة وأن الحكومة لن تدفع ديات قتلاهم"، وبشأن ظاهرة خطف السيارات، أفاد: "لن أقول إن المحصلة الكلية لقراراتنا حققت أمناً واستقراراً منقطع النظير في كل مناطق الولاية لكنا نستطيع أن نؤكد انخفاض الجريمة بنسبة 90% ووصف ما يحدث من فلتان أمني هنا وهناك مجرد أحداث فردية مقدور عليها قال إنها نتيجة للظروف التي مرت بها الولاية خلال الـ "13" عاماً التي عاشتها خلال الحرب".
وتحدّث الفكي عن التحديات التي تتمثل في المواطنين الذين لا يرغبون في حدوث التغيير والأمن والاستقرار، مضيفًا: "ظلوا على الدوام يقومون بعمليات نهب وسرقة واختطاف السيارات والقيام ببعض الأعمال الإجرامية حتى بغرض الترويج بأن الولاية ما زالت تشهد اضطراباً أمنياً، لكننا لم نسكت على ووضعنا حزمة من التدابير الأمنية وكان لها الفضل في القبض على عدد من قيادات العصابات وتم تحويلهم إلى سجون بورتسودان أقصي شرق السودان، وشكّلت الصرعات القبلية في الولاية إحدى مهددات الأمن في الولاية، وأن خطة معالجتهم نجحت بعد إحجامهم عن دفع "الديات"، وعدم صرف أي مال عام في قيام مؤتمر صلح ما شجّع قيادات وزعماء القبائل على تبني ملفات الصراعات بأنفسهم عبر لجان وأجاويد تخصهم لتحقيق تقدم ملحوظ في احتواء أي مشكلة"، ومشيرًا إلى أنهم على اتصال بحكومة الولاية، وأن المصالحات قطعت شوطًا كبيرًا، وما زالت هناك مساعٍ لمعالجة بعضها عبر لجان وآليات الصلح.
ووصف الفكي قضية النازحين بالمعقدة، منوّهًا إلى أن هذه المعسكرات ظلّت بعيدة عن الحكومة، أكثر من 13 عامًا، بسبب عدم توفر الثقة لدرجة أن هناك نازحين لم يغادروا المعسكر منذ وصولهم، ومشيرًا إلى أن هناك جيلًا جديدًا نشأ دخل المعسكر، بعضهم كان في سن العاشرة الآن أصبحوا شباباً وهناك أجيال تخرجت في الجامعات وقضاياهم تختلف عن قضايا أولياء أمورهم ونظرتهم تغيرت وأصبحت ليست لهم رغبة في العودة، وكشف عن عمليات هناك عمليات تصاهر وتزاوج تمت في المعسكرات بين مختلف القبائل، ولذلك مسألة العودة الطوعية هذه لم تكن في أولوياتهم بقدر ما هم يأملون في تخطيط المعسكر وترتيب أوضاعهم فيها.