الجزائر ـ ربيعة خريس
رحب الزعيم الأسبق لـ "حركة مجتمع السلم الجزائرية"، ووزير الدولة الجزائرية السابق أبو جرة السلطاني، بالتحالف الاندماجي الذي وقعه كل من زعيم العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله ورئيس حركة النهضة الجزائرية محمد ذويبي، مشيرًا إلى أن نجاح هذا التحالف الذي يعد الأول من نوعه منذ عام 1997، مرهون بمدى التنازلات التي يقدمها زعماء التحالف.
وأضاف المتحدث، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن السياسة في الجزائر لا يمكنها أن تقوم دون مشاركة التيار الإسلامي في الجزائر، موضحًا أن معظم الأحزاب الإسلامية في الجزائر ترفض سياسية الكرسي الشاغر، بما فيها حركة مجتمع السلم الجزائري التي سبق له وأن تولى تسيير شؤونها عقب رحيل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، واصفًا التيار الإسلامي بـ " شعرة الميزان " التي تعمل على توازن كفتي الصراع في الجزائر بين العلمانيين والوطنيين.
وذكر الشيخ أبو جرة السلطاني، أن المسافة بين التشكيلات الإسلامية في الجزائر، كانت تقاس بالبرامج والقناعات والرؤيا والأفكار، واليوم حالت الأنانيات الحزبية والمسائل الشخصية، دون توحد أبناء هذا التيار، لذلك وجد المشروع الإسلامي الجزائري نفسه الخاسر الوحيد. ووجه الزعيم السابق لحركة مجتمع السلم، دعوة للأحزاب الإسلامية بما فيها تشكيلته السياسية للانضمام إلى هذا التحالف، قائلًا بلغة صريحة وواضحة "أدعو أخواني في مختلف التشكيلات الإسلامية إلى الانضمام إلى هذه المبادرة، التي تبدوا جدية في الطرح وتملك نظرة عميقة عن الأوضاع الراهنة". وبعيدًا عن التحالف الاندماجي، تحدث وزير الدولة السابق أبو جرة السلطاني عن رؤية لمستقبل المشهد السياسي في الجزائر، وخاصة بعد التشريعيات المزمع تنظيمها شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، قائلًا إن الحزب الحاكم والتجمع الوطني الديمقراطي لازالا يتصدران المشهد السياسي في الجزائر، والساحة السياسية بعد الانتخابات المقبلة، ستكون بخريطة جديدة، فمعظم التشكيلات السياسي أعلنت عن مشاركتها في الاستحقاقات المقبلة، لأن التشريعيات المزمع تنظيمها شهر إبريل/نيسان المقبل ستكون مقدمة لرئاسيات 2019، التي يترقبها الجميع، لأنها سيكون لها مذاق جديد بحكم أن الدستور الجزائري الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري، أغلق العهدات الرئاسية والمنافسة بين فرسان الرئاسيات ستكون مفتوحة.
وتطرق المتحدث للحديث عن حقيقة "داعش " ومدى تأثيره على الجزائر، موضحًا أنه حقيقة موجودة ووسع نطاق تواجده في العديد من الدول، بفضل استغلاله للانفلات القائم في عدد من الدول العربية، لذلك فيجب على الدول معالجة هذه المسألة سياسيًا، بعيدًا عن التهويل.