القاهرة ـ علي السيد
كشف السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح أن بلاده مازالت تتحرك على مستويات عدة لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كاعصمة لإسرائيل، وقال إن هناك تحركات على المستوى الفلسطيني من خلال عملية إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، وتعزيز ملف المصالحة ودعوة كافة الفصائل والقوى لاجتماعات عاجلة وعمل منظمة التحرير الفلسطينية على صياغة استراتيجية فلسطينية لمواجهة هذا التحدي السافر من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضح السفير دياب اللوح في حديث لـ"العرب اليوم" أن المسؤولية أكبر على المسؤولين العرب الآن ولذلك نحن نأمل أن يكون الرد والموقف العربي بمستوى هذا التحدي والمسؤولية وأن يكون هناك دعم للجانب الفلسطيني. وبالنسبة للتحرك الدولي لفلسطين قال السفير اللوح إن هناك تحركًا على المستوى الإسلامي من خلال دعوة أنقرة لعقد قمة إسلامية طارئة لبحث الأزمة، والرئيس الفلسطيني أبو مازن أجرى اتصالات مع زعماء عدة في دول العالم لحشد الموقف الدولي لمواجهة هذا الإعلان المشؤوم والسافر، وهو بحاجة لجهد كبير حيث يتناقض مع القانون الدولي والمبادرة العربية للسلام وقرار الشرعية ذات الصلة.
وعن تداعيات القرار أكد السفير الفلسطيني أن قرار ترامب يقوض عملية السلام في المنطقة ويغلق الباب أمام التسوية السياسية في المنطقة ويفتح الباب أمام تداعيات كثيرة، وبالتالي أمام مرحلة فيها كثير من التحديات من المسؤوليات تتطلب تحركًا فلسطينيًا عربيًا إسلاميًا دوليًا من أجل إنقاذ المنطقة من هذه الأزمات التي يضعها فيها هذا الإعلان المشؤوم الذي لا يقل خطورة عن إعلان وعد بلفور الذي صدر منذ 100 عام وترامب لا يملك أن يعطي لمن لا يستحق، والقدس هي مدينة فلسطينية عربية مسيحية محتلة وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ولا عاصمة لدولة فلسطين إلا القدس.
وبشأن توقعات تراجع واشنطن عن القرار، قال السفير الفلسطيني إذا كان الرئيس الأميركي ترامب يريد أن يحفظ ماء وجهه لكان استجاب لنداء القادة العرب والمسلمين وغالبية الزعماء الذين حذروه من مغبة الإعلان عن هذا القرار الخطير والإقدام عليه لما يترتب عليه من خطورة وتداعيات في المنطقة، إلا أنه لم يستجب وأعلن بكل وقاحة لتكون القدس عاصمة للمحتل الإسرائيلي، وأعتقد أن الرئيس الأميركي وضع نفسه في حالة خصام مع الشعب الفلسطيني، في الوقت التي توجد فيه مصالح كبيرة تربط أميركا بالعرب لا تقارن بمصالحها الضيقة مع إسرائيل.
وشدد السفير دياب اللوح على أن بلاده سوف تواصل مساعيها بشأن شكوى أميركا أمام مجلس الأمن، فضلاً عن التحركات العربية والدولية التي ستقوم بها من أجل الرد على هذا القرار الذي وصفه بـ"السافر" والذي يتحدى إرادة الشعب الفلسطيني.