القاهرة - مينا جرجس
أكد الحاخام الإسرائيلي يسرول دوفيد ويس، من حركة ناتوري كارتا الدولية اليهودية، أن اليهود الأصليين لم يعترفوا ابدا بوجود دولة إسرائيل ولا بالقدس عاصمة لها، مضيفا أن الصهيونية هي الحركة التي خلقت دولة إسرائيل، وهي عكس الاعتقاد اليهودي التقليدي، مضيفًا بأن اليهودية هي الخضوع إلى الله سبحانه وتعالى، في حين أن الصهيونية هي التحول الكلي إلى القومية”
وأضاف ويس في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "نحن يهود ولكننا نتمنى السلام للعالم كله فالأمر ليس صراعًا يهودياً إسلاميًا، ونحن مواطنون أميركيون ونطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يبحث عن طرق للسلام، فمنذ تدمير المعبد اليهودي، قبل 2000 عام، كان اليهود في المنفى بمرسوم ديني، ويحظر عليهم إقامة دولة ذات سيادة، أو شن حرب ضد أي أمة؛ فهي محظورة بالتأكيد لقتل الآخرين أو انتهاك أرض أي شعب آخر، وإن احتلال فلسطين، وقتل شعبه وطرده، وقمع أولئك الباقين، يشكل انتهاكا تاما للدين اليهودي والقيم اليهودية التقليدية.
وكشف دوفيد ويس، أن الحاخامات في جميع أنحاء العالم عارضوا بالإجماع الحركة الصهيونية منذ بدايتها، ووقف كل زعماء دين اليهودية البارزين في فلسطين في طليعة هذه المعركة الدينية اليهودية ضد الصهيونية.
واستطرد "لقد جلب الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 الدمار والمعاناة لكل من العرب واليهود الذين عاشوا حتى ذلك الوقت معا فى سلام ووئام، توسع هذا الاحتلال في عام 1967، وتم إنشاء المستوطنات، وهذا يعد تمردًا متزايدًا ضد توراة الله، وسبب لتصاعد الكراهية وإراقة الدماء في المنطقة، وبالإضافة لذلك فقد تعرض اليهود الأرثوذكس المناهضون للصهيونية على مدى عقود للقمع والضرب والاعتقال من قبل النظام الصهيونى، وأحدثها حملتهم على توطين جماعاتنا قسرا في جيشهم والقمع الوحشي لجميع أصوات المعارضة".
وعن موقفه من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال: "بالإضافة إلى حزننا لاعتراف الرئيس ترامب بمدينة القدس الشريف عاصمة لدولة غير شرعية، فإننا نرتعد عندما نفكر في العواقب المحتملة لهذا الاعتراف، ولذلك نحن نعلن إن دولة إسرائيل ليست دولة يهودية فهي لا تمثل يهودًا عالميين، فجماهير اليهود في جميع أنحاء العالم تعارض تماما وجود هذه الدولة، وكل ما تقف عليه وجميع الأعمال المنبثقة عنها، فاليهود الأصليون بعد الدين اليهودي التقليدي ليس لديهم أي طلب على السيادة على أي جزء من الأرض المقدسة، بما فيها القدس".
وواصل الحاخام اليهودي: "نحن نفهم أن هدف الرئيس ترامب كان إظهار دعمه لليهود، ولكن مساعدة دولة إسرائيل لا تساعد اليهود بل على عكس ذلك، حيث إن دولة إسرائيل تشكل انتهاكا للدين اليهودي وتخلق خطرا على اليهود في كل مكان".
وناشد دوفيد ويس، رئيس الولايات المتحدة لإعادة التفكير وإلغاء إعلانه لصالح جميع المعنيين، مضيفًا: "ونحن ندعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى المساعدة على إنهاء احتلال فلسطين برمته، وإلى أن يأتي ذلك اليوم عليكم مغادرة القدس وإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي".