الخرطوم ـ محمد إبراهيم
أكد والي ولاية جنوب كردفان جنوب السودان اللواء أمن عيسي أبكر، استقرار الأوضاع الأمنية، نتيجة للسلام الذي شهدته الولاية في الفترة الماضية، وقال أبكر إن الحياة تسير بصورة طبيعية، وإنه لأول مرة منذ أعوام، تقام كافة مؤتمرات القطاعات، للحزب الحاكم "المؤتمر الوطني"، في كل المحليات.
وكشف أبكر في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، عن تأثر جنوب كردفان بتدفقات اللاجئين من دولة جنوب السودان، وقال إن محليات "الليري وتلودي وأبو جبيهة"، تأثرت بصورة كبيرة جداً خلال الفترة الماضية، بسبب الضغط الكبير للاجئين على الخدمات، مشيرًا إلى تواجد الجنوبيين بكثافة في جميع النقاط الحدودية، في ولايته مع دولة الجنوب.
وأعلن أن أعدادهم في محلية "الليري" تجاوز عدد السُكان المحليين، وأوضح أن عددهم يبلغ "25" ألف مواطن في حين أن عدد اللاجئين الجنوبيين في المحلية، يصل إلى "27" ألف لأجيء جنوبي، ونوه إلى محدودية الموارد والضغط على الخدمات بصورة كبيرة، ما تسبب في أثر اقتصادي على معاش الناس في المحليات بجانب المؤثرات الأمنية، باعتبار أن اللاجئين جاءوا بمشاكلهم، وتفشي أساليب السرقة والقتل وعادات وتقاليد مختلفة، وفضلاً عن أمراض جلبوها إلى الولائية، وأكد أن حكومته تبذل جهودًا مُضنية لامتصاص الآثار السالبة، وزيادة كميات الغذاء والمياه بالتعاون مع المنظمات المحلية والأجنبية، وأكد أنها لم تتحرك حتى الآن بصورة جادة للقيام بواجبها، وشدد على أن الخدمات والاحتياجات تفوق طاقة الولاية.
وبشأن خروقات الحركة الشعبية قطاع الشمال خاصة وأن جنوب كردفان، تُعدّ المعقل الرئيسي للحركة المُتمردة، قال الوالي إن الوضع آمن في الولاية بموجب وقف إطلاق النار بين الطرفين، عدا بعض الخروقات في منطقة "الحجيرات". وأشار إلى هجوم الحركة الشعبية على رعاة عزل من الأطفال الصغار، قال إن قطاع الشمال قتلهم بدم بارد، لافتًا إلى أن التمرد وصل مرحلة من الهوان والضعف، باعتماده على السرقات في تمويل قواته ونهب الأبقار، والعدول إلى النهب والقتل والسرقة، وأن الماشية تبحث عن الكلأ والراعي يتبعها، وتصل بعض الأحيان إلى مناطق تواجد الحركة الشعبية، ودع أبكر الرعاة إلى عدم الخروج، من دائرة القوات السودانية المُسلحة بقدر الإمكان، حتى لا يتعرضون للنهب والقتل
وبيّن التزام الحكومة بوقف إطلاق النار، وقال إنهم حريصون أن يرجع المتمردون لصوت العقل والتوقيع على اتفاق للسلام، وأضاف "هذه رغبة رئيس الجمهورية ورغبة الكل، ولكنهم لا يريدون السلام، لأنهم مازالوا يسرقون ويهجمون وأقولها بصدق الآن الجيش الشعبي في أضعف حالاته"، وأشار إلى أن المُتمردين كانوا في السابق يعتمدون على دعم حكومة جوبا ودول الغرب، لآفتًا إلى أن الجنوب حاليًا مشغول بنفسه والجيش الشعبي في الجنوب، في مأزق بل يريد مساعدة من قطاع الشمال، ونوه إلى أن المُتمردين فقدوا تعاطف المجتمع الدولي، بعد رفضهم طرح المبادرة الأميركية، التي قبلت بها الخرطوم، لتوصيل المساعدة الإنسانية للمتضررين من الحرب.
وبخصوص مبادرة إطلاق سراح الأسرى من جانب الحركة الشعبية، وصفها حاكم الولاية بأنها مؤشر إيجابي للاستقرار، وتعطي روحًا طيبة في اتجاه السلام من شأنها رفع المعنويات، وبث الأمل لمواطني جنوب كردفان، وأشار أبكر إلى مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير، بوقف إطلاق النار من طرف واحد، قال إنها شجعت الحركة الشعبية للخطوة، وأعلنت أيضاً وقف إطلاق النار، وأكد أن هذه الخطوات منحت فرصة لعدد كبير من النازحين إلى العودة، إلى المنطقة والمساهمة في عمليات الزراعة.
ولفت أبكر إلى أن أبواب الحكومة مازالت مُشرعة لتحقيق السلام، وأضاف "أنا مستعد للتنازل عن منصبي للمتمردين حال وأفقوا على السلام"، وقال من خلال هذا المنبر أطلق النداء للإخوة في التمرد بأن الناس تعبت من الحرب، وقرروا ألا رجوع للحرب، وعليكم أن ترحموا الأطفال والنساء والعجزة، ونريد بالحسنى أن نبني الولاية والسودان، وأقول لهم "لو تطلبون مناصب أنا شخصيا أتنازل عن منصبي هذا مهرًا للسلام".