بغداد – نجلاء الطائي
أكد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، يمضي باستراتيجية تحييد الخصوم وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول، مبينًا أن طبيعة اللقاءات التي استُثمرت من قبل الحكومة المركزية، كانت تصب بشكل كبير على مستقبل الموصل ما بعد "داعش"، وقال إن إيران بدأت تتفهم بأن العراق يمتلك قرارًا سياديًا في المنطقة، كما أنها تحترم خيارات العراق ومصلحته على مستوى علاقاته الخارجية.
وأوضح إحسان الشمري في حوار مع "العرب اليوم" أن الانخراط في أي محور ضد آخر سيكلف العراق فوضى جديدة، لافتًا إلى أن الكل تفهم مؤخرًا بأن العراق له قراره في علاقاته الخارجية، وأضاف أنه لايمكن إنكار دخول نحو 5000 "متطرفًا "، من السعودية للقتال في العراق، مبينًا أن هناك جهات وأطرافًا داخل المملكة ساهمت بشكل كبير في إرسال "المتطرفين" إلى العراق.
وتابع "إن عودة العلاقات بين السعودية والعراق ستساهم في إيقاف الجهات والمنظمات التي تضر العراق"، على حد تعبيره، وبشأن الضربة الاخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية على مطار الشعيرات السورية، لفت الشمري، إلى أنها تمثل بداية لتطبيق مفهوم القرن الحادي والعشرين أميركياً.
وذكر الشمري أن "الضربة الأميركية على سورية توضح بداية عودة القوة والتفوق الأميركي، وفقًا لشعارات الرئيس دونالد ترامب الانتخابية وأهدافه الرئاسية، وأن القصف الجوية يمثل بداية تطبيق مفهوم القرن الحادي والعشرين أميركيًا، بحسب رؤية اليمين المتطرف أو مايعرف بالمحافظين الجدد".
وعن مشاركة القوات العراقية في تحرير الرقة السورية يرى رئيس مركز التفكير السياسيّ أنّ "الضربة الجوّيّة العراقيّة التي وجّهت ضدّ المعاقل الإرهابيّة، في المناطق الغربية من العراق، تمثّل انعاطفة جديدة في طريقة التعاطي مع الإرهاب، ولكنّها لا تؤشر إلى قيام العراق بحرب برّيّة أو جوّيّة واسعة ضدّ الإرهاب في المناطق غير العراقيّة، لأنّه سيبقى في حرب أمنيّة حتّى بعد تحرير المدن من تنظيم "داعش".
معتبرًا أنّ هناك خلايا ستبقى تحاول زعزعة الوضع في البلاد، لذا يبدو أنّه سيكتفي بالتعامل مع دول الجوار وسوريا على وجه التحديد على أساس التبادل المعلوماتيّ والاستخباراتيّ"، وأكد الشمري أنّ العراق يمتلك خبرة أكثر من جيرانه على الأقلّ في مكافحة الإرهاب هذا مايجعل منه بطل أساسي للقضاء على تنظيم "داعش"، مؤكدًا على مساعدة الدول في عمليّة مكافحة الإرهاب إذا طلب منها ذلك .
وأوضح الشمري أن الحكومة العراقية، ووفقًا للنصوص الدستورية والقانونية لا يمكن أن تمضي مع السيناريوهات الخارجية، في ما يخص محاربة "داعش"، في الموصل وتحرير مناطقها، مشيرًا إلى أن "هناك من يحاول أن ينقل الموصل، من الحالة الوطنية أوطبيعة تعاطي الحكومة مع الأسس الدستورية، إلى ساحات صراع أو ورقة ضغط لتغيير مسار المعادلة".
وأضاف أن "العبادي يفكر بحالة مشابهة، بما حدث في تكريت والرمادي والفلوجة بالتحديد، وهذا النموذج سيطبق في كل الأحوال على مستوى الموصل، وأن هناك من يحاول أن يضخم حجم المعركة، في الموصل لحسابات سياسية لا ترتبط بسكان مدينة الموصل، بقدر ما مرتبطة بمصالح شخصية، على مستوى اللاعبين المحليين، وحتى بالنسبة لأجندات خارجية، لافتًا إلى أن "أنقرة إحدى تلك الأجندات التي تحاول قلب الحقائق لمصلحتها "،
وأشار إلى أن "الحديث عن تقسيم نينوى، إلى ثلاث محافظات، تم رفضه من قبل البرلمان العراقي، وهذا الأمر مشجع للدفع بالمزيد من الاستقرار، في محافظة نينوى وإلغاء السيناريوهات الخارجية".