القاهرة - محمود حساني
أكد القائد العام للجيش الليبي ، المشير خليفة حفتر ، أن العلاقات " المصرية-الليبية" استراتيجية قائلاً :" إن مصر وليبيا تربطهما علاقة قوية واستراتيجية ، أما على المستوى الشعبي ، فهناك علاقات إخوة ومصاهرة تجمع بين أبناء الشعبين ، لذا من الصعب على أي أحد مهما كان حجمه أن يؤثر على تلك العلاقات أو يحاول الوقيعة بين البلدين ، وهو على اتصال دائم مع أشقائه في القاهرة لمواجهة التحديات المشتركة ، مشيداً بالدور الذي تقوم به مصر من أجل استقرار الأوضاع في ليبيا .
وأضاف القائد العام للجيش الليبي ، في أول حديث له مع "العرب اليوم" ، بعد ترقيته إلى رتبة المشير ، "أن الجيش الليبي مسؤول عن الحفاظ على ليبيا وحماية شعبها وصون مقدراته ، وهو ما نقوم به منذ سنتين نخوض حرب شرسة في مواجهة الجماعات المسلحة وحققنا نتائج كبيرة في ظل الدعم الكبير المُقدّم إلى الميلشيات المسلحة ، والحظر المفروض علينا بشأن استيراد السلاح ، ومن هنا أيضاً كان تحركنا بدافع وطني في المقام الأول ، لتحرير موانئ الهلال النفطي في الزويتينة ورأس لانوف والبريقة والسدرة، من سيطرة العناصر المسلحة ، واصفاً عملية " البرق الخاطف" التي شنتها مجموعة من قوات الجيش الليبي ، بـ" الجراحية " التي كان لا بد منها لوقف نزيف الخسائر التي تكبدتها ليبيا خلال السنوات الأخيرة ، والتي وصلت إلى مليارات الدولارات جرّاء عدم الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها ، مشيراً إلى أن انتاج البلاد من النفط تراجع بشكل كبير جداً خلال العامين الماضيين ،عجزت معه ليبيا عن الوفاء بتلك الالتزامات ، بعد سيطرة الجماعات المسلحة على منطقة الهلال النفطي ، مشدداً على أن المنطقة الآن تحت السيطرة الكاملة لقوات الجيش الوطني الليبي .
وحول دعوة الولايات المتحدة الأميركية وخمس دول أوروبية ، الانسحاب من منطقة الهلال النفطي ، أوضح المشير خليفة حفتر ، نتفهم طبيعة تلك المخاوف لاسيما أن منطقة الهلال النفطي تتمركز فيها مقرّات للعديد من الشركات الفرنسية والإيطالية ، لكن ما قمنا به يهدف في المقام الأول الحفاظ على مقدرات شعبنا ومنع العابثين من المساس بها ، وبناء على تفويض رسمي من الشعب الليبي بمختلف أطيافه ، مضيفاً :" أن بعد تحرير منطقة الهلال النفطي من العناصر المسلحة التي كانت تُسيطر عليها ، أصبحت وظيفتنا قاصرة على تأمين تلك الموانئ فقط دون التدخل في تشغيلها ، فهي مهمة مخوّلة إلى " المؤسسة الوطنية للنفط " ، التي تتولى إدارتها وتشغيلها .
وحول التقرير الصادر من لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني يُدين التدخل العسكري في ليبيا ، أكد القائد العام ، المشير خليفة حفتر ، أن التقرير لا يحمل أي جديد وإنما كاشفاً للحقائق والمخاوف التي حذّرنا منها منذ اليوم الأول للتدخل قوات حلف الناتو في الشأن الليبي ، وتوجيه ضربات عسكرية داخل ليبيا ، قائلاً :" لم يأتي هذا التقرير بجديد سوى أنه يحمل إدانة لحكومة رئيس وزراء بريطانيا السابق ، ديفيد كاميرون ، التي اتخذت قراراً بالمشاركة ، فنحن منذ اليوم الأول نعي تماماً طبيعة الأوضاع في ليبيا وما كانت ستؤول إليه وكيف سيتعامل الجيش الليبي معها ، إلا أن الضربات العسكرية التي وجهتها قوّات حلف الناتو ، أدت إلى مزيد من التدهور والإضطرابات وخلق جماعات مسلحة ، واستغل البعض الإنفلات الأمني في تهريب كميات كبيرة من الأسلحة خارج حدود ليبيا ، وتغذية الجماعات المتطرفة ، وهو ما أدى في النهاية إلى ما نحن فيه الآن ، من تدهور الأوضاع في المنطقة بأكملها وليست ليبيا وحدها ، وتدفع شعوبها ثمنه الآن .
وحول إمكانية ترشحه للرئاسة ليبيا بعد ترقيته إلى رتبة مشير ، أكد أن الجيش الليبي أخذ عهداً على نفسه بعد ما رأينا ما آلت إليه أوضاع بلادنا وحال شعبنا ، حان الوقت لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا وعودة الأمن والاستقرار مجدداً لبلادنا بعد القضاء على بقايا الجماعات المسلحة ، وتطهير ليبيا بالكامل منها ، ومن هنا تكون مهمتنا الرئيسية قد انتهت، معلناً ترشحه إلى رئاسة البلاد إذا طلب منه أبناء الشعب الليبي ذلك .