دمشق- لامار اركندي
نفى محرر المختطفات الإيزيديات أوصمان دنايي الملقب بأبو شجاع تلقيه مساعدات خارجية خلال عمليات تحرير الإيزيديات في العراق وسورية منذ دخول "داعش" مدينة شنكال الموطن الأصلي للإيزديين في العراق في 3 من شهر آب /أغسطس 2014 وارتكابه عشرات المجازر بحق مئات الإيزديين الأبرياء وخطفه أكثر من 7000 من النساء والأطفال وبيعهم في أسواق الرق في الموصل معقل التنظيم في العراق والرقة عاصمة خلافته في سورية .
وقال :" هول كارثة أحداث شنكال 2014 دفعني ,ومن منطلق فردي وإنساني إلى تأسيس خلية مؤلفة من سبعة أشخاص حملت اسم "البحث عن المختطفات" ومهمتها إعادتهن لذوهن"، وأشار دنايي أنه دخل الأراضي السورية بعد شهرين من أحداث شنكال بمساعدة أصدقاء قدامى، مبيناً أن مهمة الخلية كللت بالنجاح وحررت (432) من الأطفال والنساء من قبضة التنظيم.
وكشف دنايي أن مهمة الخلية الأولى بدأت بتحرير سبعة إيزديات بعد ورود معلومات عن وجودهن في منزل اثنين من عناصر تنظيم داعش في مدينة (رقة) معقل التنظيم في سورية، ونوه أبو شجاع أن الداعشين كان أحدهما ينحدر من الأصول اللبنانية والآخر استرالي الجنسية .
وتابع:" بعد مراقبة المنزل لخمسة أيام تمكنا من تهريبهن وبعدها بثلاثة ايام استطعنا ادخلهن إلى الحدود التركية بطريقة غير شرعية من منطقة "كلس "التابعة لغازي عنتاب ومنها تم العبور إلى إقليم كردستان العراق من بوابة "إبراهيم خليل" في مدينة "زاخو" وسلمن لعوائلهن في مخيمات "دهوك ".
وحول عودة الناجيات وإعادة ادماجهن في المجتمع من جديد أشار أبو شجاع واصفاً المختطفات بالقديسات :"الجميع يكن للعائدات الاحترام وشبابنا يتزوجون منهن بكل سرور وسعادة وتقدير لأنهن عفيفات طاهرات في نظر كل ايزيدي, ويتم أخذهن إلى لالش ليتباركن ".
وزاد: "المختطفات كن أسرى لدى أقوى قوى ظلامية قذرة ولا أحد منهن التحقن بـ"داعش" بحريتهن لأنهن أصبحن ضحية لهجوم من قبل المتطرفين النذلة".
وقال :"قتل رجالهم وأخذ نسائهم كسبايا وأموالهم كغنيمة كما فعلها بعدهم الأتراك في عهد العصملة العثمانية واليوم فعلها داعش ",واشار أبو شجاع أن الايزديين كان سيتجاوز عددهم عشرات الملايين إلا أن حملات الإبادة الـ 74 لن تبقى منهم سوى المليون أيزيدي في كل أنحاء العالم .
وقال :" الإيزديين هم أول من عرفوا الله في العالم، وكلمة إز داي بالكردية تعني خالقي ومن هنا جاءت تسمية الإيزدية، تمت إبادتنا باسم الله الذي كنا السباقين في عبادته "، وأفاد دنايي أن وحدات الحماية الشعبية الكردية أل (( YPG)) الجناح العسكري لأكراد سورية قد حررت عدداً كبيراً من المختطفات في الهول بالحسكة وكري سبي "نل أبيض" وشدادي وسد تشرين ومنبج.
وتابع مضيفاً أن تنظيم داعش عندما يشعر بهجوم وحدات الحماية الكردية على مرتكزاته يعمد على نقل الايزديات إلى مناطق آمنة كما فعلها سابقاً في تل أبيض وشدادي وسد تشرين ومنبج واليوم في الموصل .
ونوه أوصمان دنايي أن عدداً من الايزديات كانت موجودات في مدينة "منبج" التي تم تحريرها على يد قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ومجلس منبج العسكري في وقت سابق من العام الماضي، وتم نقلهن إلى مكان آخر كما أعتاد التنظيم فعلها لاستخدامهن كدروع بشرية فيما بعد.
وذكر أبو شجاع عشرات حالات الانتحار حصلت بين الإيزديات الرافضات للعبودية الجنسية ،ومنها اقدامهن على رمي أنفسهن من سطوح عالية أو الرمي في النهر أو الحرق، وبيّن دنايي أن هناك عشرات من المختطفات قتلوا أثناء القصف السوري ,والروسي والفرنسي والعراقي وطائرات التحالف على معاقل التنظيم في سورية، والعراق حيث تواجدت فيها المختطفات.
وكشف محرر الإيزديات عن إحدى الناجيات أنها ألتقت بالصدفة بمغتصبها في أحد أسواق مقاطعة "بادن فورتمبيرك " في جنوب ألمانيا، أثناء وجودها ضمن برنامج معالجة الحالات النفسية للناجيات الايزديات اطلقته الحكومة الألمانية ,مشيراً إلى تمكنها من التقاط صورتين للداعشي دون أن يلحظ ذلك، كان قد وصل بصحبة زوجته في ألمانيا للحصول على حق اللجوء، وبيّن أن الناجية سلمت الصور للأجهزة الأمنية الألمانية وشرحت لهم تفاصيل تعرضها للأسر على يد أسيرها الداعشي السوري الأصل.
ووضح المحرر الكردي أن حوالي 3200 من الأطفال والنساء مازالوا أسرى بيد تنظيم وأغلبهم في سورية، ونقى دنايي ما روجته بعض وسائل الإعلام العالمية عن تحرير رجل أعمال كندي يهودي الديانة من أصول مغربية لعدد من الإيزيديات والمسيحيات المختطفات، وقال :" أطلق "ستيف مامان" حملة لجمع المال بذريعة تحرير المختطفات من يد "داعش"، وجمع ملايين الدولارات من وراء ذلك و مع الأسف لم يحرر مختطفة واحدة ".
وأكد المحرر أبو شجاع أن الكندي كان يأتي إلى المخيم الذي يتواجد فيه الناجيات في دهوك، التي حررت على يد خلية البحث عن المختطفات فيلتقط معهن صور ليروج لنفسه إعلامياً انه هو من أنقذهن، وأضاف أنه كان يهدف لإقناع العالم أن منظمته حررت المختطفات لكي يجمع مبالغ طائلة لقاء ذلك وقد نجح.
واختتم المحرر الإيزيدي دنايي حديثه مؤكداً أن الحكومة الألمانية استقبلت 1160 ناجية من النساء، والأطفال ضمن برنامج معالجة الحالات النفسية، ولغرض تأهيلهن للعودة إلى حياتهن الطبيعية، ودعا إلى أخذ المزيد منهن، وأضاف مؤكداً عدم تعاون أية جهة أوربية في تحرير واحدة من الأسيرات الإيزديات، ولم تقدم المساعدة لخلية البحث عن المختطفات على حد وصفه.