بغداد – نجلاء الطائي
كشفتعضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عماد يوخنا اليوم، أن مجلس النواب سيواجه صعوبات أثناء تشريع قانون التجنيد الإلزامي والتي بعضها ستكون صعوبات خفية عن الجمهور وغير معلنه من قبلِ الكتل السياسية، فيما أشارت إلى أن القانون سيعرض على مجلس شورى الدولة لمناقشته.
وقال في تصريح لـ"العرب اليوم" إن "قانون التجنيد الإلزامي سيسهم بتقويض الطائفية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، لكن ثمة صعوبات ستواجه تشريع القانون في مجلس النواب أبرزها عدم توفر معسكرات خاصة بالمجندين، فضلاً عن وجود البعض منها لكنها لا ترتقي للمستوى المطلوب".
وأضاف أن "الصعوبات التي ستواجه القانون هي احتساب أفراد الجيش الحالي من عدمه، فضلاً عن حاجة القانون لميزانية مالية كبيرة، بالإضافة إلى آلية اختيار المتطوعين وهل ستكون على وفق النسبة المئوية لكل محافظة من عدمها".
وتابع يوخنا أن "الصعوبات ستكون معلنة أمام مجلس النواب، فيما ستكون صعوبات اخرى غير معلنة من قبل الكتل والأطراف السياسية"، لافتاً إلى أن "القانون سيُرسَل الى مجلس شورى الدولة قبل عرضة على مجلس النواب للتصويت عليه".
واكد يوخنا "إن برنامج التجنيد مطبَّق في غالبية دول العالم منذ سنوات طويلة، وأن الدستور العراقي نص على إصدار قانون لخدمة العلم، لكنه لم يحدد هل هذه الخدمة طوعية أم إلزامية، وأن العمل بهذا البرنامج بحاجة الى تشريع قانون تقدمه السلطة التنفيذية، على اعتبارها الجهة المستفيدة والمسؤولة عن تقديم مشاريع القوانين، وهذا البرنامج له أهمية كبرى، خصوصاً على صعيد بناء شخصيات الشباب وتوعيتهم بضرورة المشاركة في حماية أمن واستقرار البلاد.
واعتبر يوخنا أن" تجنيد الشباب سيطوِّر قدراتهم ويخلق حالة من الألفة والمحبة في ما بينهم على مختلف أطيافهم، وسيزيد الوعي الثقافي والاجتماعي بما يتناسب مع المرحلة التي يمر بها البلد، فضلاً عن أنه يعتبر وسيلة لتقليص البطالة في البلاد، كما أنه من الضروري تطبيق خدمة العلم في العراق للقضاء على حالة المحاصصة والتمايز الطائفي الموجودة في القوات المسلحة، خاصة بعد أن شهدت البلاد صراعات طائفية بسبب ما خلفه الاحتلال بعد العام 2003."
ويأمل عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عن أمله أن تتغيّر أحوال الجيش العراقي نحو الافضل ويعود مصنعًا للرجال الأبطال، وقال: "اعتقد أن الشباب العراقي لم يعد يرغب في الجيش والعسكرية، بعد أن عاش الجيش العراقي اسوأ مراحله في زمن النظام السابق الذي ساق الشباب الى محرقة الحروب، فالجيش العراقي معروف بمهنته العالية والتزامه الاخلاقي كونه جيشاً عقائدياً له تاريخه المشرف الطويل، ولكن ما تمخضت عنه السنوات من أفواج الشهداء والجرحى والمعوقين، كل هذا يجعل الشباب الذين قرأوا وسمعوا عن تلك المرحلة، أو عاشوا سنوات منها يهربون من التفكير في الخدمة العسكرية، لا يريدونها الزامية لأنهم يتخوفون أن تهدر كرامتهم وتضيّع مستقبلهم وتمتد الى سنوات طويلة.
وأوضح من حق الشباب أن يشعروا بالخوف ولكن في المقابل لا بد من بناء جيش قوي مثل كل دول العالم، ليس للحروب بل للسلام والحفاظ على المواطنين وحراسة حدود وسماء الوطن، وهو لا يُبنى بالتطوع فقط، بل بالتجنيد الإجباري الذي أنا أعتبره مصنعًا للرجال، فالشاب الذي لم يؤدِ الخدمة العسكرية لن يصبح رجلاً بمعنى الكلمة، وقد عشنا تجارب طويلة وعرفنا العديد من الشباب المائعين وقد اصبحوا اشداء .
وأعرب يوخنا عن اعتقاده بأن إعادة التجنيد الإلزامي ضرورة حاليًا، لأننا نعرف أن الجيش سيجمع العراقيين جميعًا، من مختلف المحافظات العراقية ومن الطوائف كافة في معسكر واحد أو في كتيبة واحدة ويأكلون في قصعة واحدة، ولنا في الجيش السابق أسوة حسنة على الرغم من الأذى الذي سببته سياسات النظام السابق في تدمير الجيش وهزائمه، مؤكداً على إعادته بصورة مناسبة وصحيحة وإعادة الثقة للشباب به، فيجب أن ننسى تمامًا الممارسات السيئة في الجيش السابق، وأن يتعلم الشباب حب الوطن بشكله الحقيقي، لكنني اؤكد على أن الشباب بحاجة الى الجيش لأنه نقطة فاصلة في حياتهم، فستة اشهر قليلة قياسًا للخدمة في السابق ولكنها بالتأكيد ستكون تجربة مثمرة وتقوي من عضد الشاب" .