دبي - سعيد المهيري
كشف سلطان الجابر وزير الدولة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في مقابلة نشرتها صحيفة "ذا ناشونال" المزيد من التفاصيل حول الاستراتيجية الطموحة التي ترمي لتحويل "أدنوك" المملوكة من قبل الحكومة، لشركة رائدة في مجال الطاقة في العالم.
تتضمن الخطة تنظيم عمليات الشركة في أوجه نشاطها كافة، في محاولة للدفع بعجلة الكفاءة والأداء والأرباح. وتنطوي على إيجاد عقلية ذات توجه تجاري بين منتسبيها الذين يقدر عددهم بنحو 55 ألفًا. وقال الجابر إن الهدف من وراء ذلك هو تأكيد أن تظل أدنوك مسهمًا مركزيا في استراتيجية تنويع اقتصاد دولة الإمارات، والعمل معًا مع أي شركة عالمية أخرى بالتركيز مباشرة على قيمة المسهمين. وبدأت خطة رئيسة بالفعل للمواءمة بين عمليات التنقيب والإنتاج والتنقية والتوزيع في 18 نشاط تجاري؛ لضمان تنفيذ يتسم بالفعالية في أعقاب القرار القاضي بإعادة توازن كمية الغاز الذي أعيد حقنه لتوفير المزيد منه.
يُذكر أن طلب الغاز في الإمارات آخذ في الزيادة بوتيرة متسارعة قدرها 6% سنويا، ما دعا البلاد لاستيراد كميات كبيرة منذ 2008. وقال الجابر "نركز على تأكيد توفير إمدادات من الغاز مستدامة ومجدية اقتصاديا ضمن خطة رئيسية متكاملة"، وتركز الاستراتيجية الجديدة أيضًا على عمليات التنقيب والإنتاج التي أشار إليها الجابر بصفتها واحدة من النشاطات التي تتطلب زيادة كبيرة في نسبة أرباحها.
وأضاف "نسعى على سبيل المثال في قسم المشتريات، للاستفادة من قوتنا الشرائية وتحسين كفاءة العمليات من خلال الارتقاء بالمخزون ورأس المال العامل. وسنتحلى بالعقلية الاقتصادية في مجال الاستخدام الذكي لخام النفط. ويتم بيع منتجنا الرئيس مربان في الأسواق بامتياز؛ لذا بدلًا من استخدامه مادة مكررة، ونبحث في كيفية استبدال هذا المصدر الثمين بمزيج من الخام البحري". كما ترمي الاستراتيجية أيضًا لخلق قيمة لعمليات أدنوك في مجال التكرير والتوزيع.
وأكد الجابر سعي "أدنوك" لحشد مزيد من التضافر لعمليات التكرير والتوزيع والوصول لأفضل طريقة للاستفادة القصوى من استغلال الموارد وإنتاج أصناف جديدة من البتروكيماويات. ويُعزى تركيز الشركة الجديد نسبيًا للتغيير الذي طرأ على أحوال السوق في أعقاب التراجع الذي طال أسعار النفط من المستويات العالية التي كان عليها في صيف 2014، بجانب أنه يعكس دور "أدنوك" بصفتها مصدر رئيس لجني الثروة وكمحرك لخطة التنويع التي تتضمن رؤية 2030 الاقتصادية.
وخطة الجابر التي تسلمها مديرو "أدنوك" في أول 100 يوم منذ تعيينه مديرًا تنفيذيا في شباط/ فبراير الماضي، ستنفذ تدريجيا خلال السنوات القليلة المقبلة، في ما يُعرف داخل أروقة الشركة بـ "الرحلة إلى المستقبل". وفي غضون ذلك قدمت الشركة ممارسات قياسية باستخدام أفضل معايير القطاع في معيار مهم وهو التكلفة التشغيلية مقابل البرميل الذي تم إدخاله في عقود الأداء لهيئات أدنوك وكبار مديريها. ويتسم إدخال مؤشرات الأداء الرئيسة في قطاعات الشركة المختلفة، بجانب تشجيع المواهب الوطنية، بأهمية خاصة داخل أدنوك. وتعزز هذه المؤشرات الاستراتيجية برمتها، وضمان أن الأداء والمعايير التجارية حاضرة في الشركة وموظفيها.