عمار جوبل بوز
أوتاوا ـ خليل شمس الدين
أكد الدكتور فانو جوبل بوز وفاة والده ، المهندس المُلهم ، المخترع ورجل الأعمال الملياردير والذي تحمل شركته نفس الاسم، شركة البوز، والتي أصبحت مرادفا له مع أنظمة سمعية ذات جودة
عالية ومكبرات صوتية للمستخدمين المنزليين، والقاعات والسيارات، والذي توفي يوم الجمعة في بمنزله بتايلاند، عن عمر يناهز 83 عاما.
وكمؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة التي يملكها القطاع الخاص، ركز الدكتور بوز بلا كلل على ابتكار الهندسة الصوتية، ومكبرات الصوت الخاصة به، على الرغم من ثمنها المرتفع إلا أنها كسبت سمعة لجلب حفلات داخل قاعات ذات جودة صوت عالية في المنزل.
وبعد رفضه لتقديم أسهم الشركة إلى الجمهور، كان الدكتور بوز قادرا على متابعة البحوث الخطيرة طويلة الأمد مثل سماعات إلغاء الضوضاء ونظام تعليق مبتكر للسيارات، دون ضغوط من الإعلانات الأرباح الفصلية.
وقال في مقابلة صحافية في عام 2004 لمجلة العلوم الشعبية " كنت قد فُصلت مئات المرات في شركة يديرها شخص حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، ولكنني لم أذهب إلى العمل لكسب المال، لقد ذهبت إلى العمل لكي أستطيع أن أفعل أشياء مثيرة للاهتمام والتي لم تحدث من قبل".
وكان بوز يحب الكمال ومغرم بالموسيقي الكلاسيكية، ولكن أُصيب بخيبة أمل بسبب الصوت المنخفض لنظام الاستريو الغالي الثمن التي اشتراها عندما كان طالبا في الهندسة في معهد ماس للتكنولوجيا في عام 1950، واهتمامه بمجال الهندسة الصوتية أثار غيظه، وأدرك أن 80% من خبرة الصوت في الحفلة الموسيقية كانت غير مباشرة، وهذا يُعني أنه يرتد من الجدران والسقوف قبل أن يصل إلى الجمهور.
هذا الإدراك، الذي كونه عن طريق استخدام المفاهيم الأساسية للفيزياء، شكل قواعد بحثه، في أوائل عام 1960، وأخترع الدكتور بوس نوعا جديدا من مكبر الصوت الاستريو يعتمد على علم النفس المسموع،ودراسة إدراك الصوت.
ودمج تصميمه مكبرات الصوت الصغيرة والمتعددة سويا وذلك بهدف وصول الصوت إلى الجدران المحيطة، وليس مباشرا إلى المستمع، وجوهر هذه العملية هو عكس الصوت مرة أخري لإعادة سماع الصوت في قاعات الحفلات الموسيقية.
وفي عام 1964وبناء على طلب من معلمه ومستشار معهد ماس التكنولوجيا الدكتور لي، أسس شركته لإجراء أبحاث على المدى الطويل في الصوتيات.
وسعت شركة بوز في البداية لعمل عقود عسكرية، ولكن كانت رؤية الدكتور بوز هي إنتاج جيل جديد من مكبرات صوت الاستريو.
وعلى الرغم من أن أول المتحدثين شعروا بأن التوقعات جاءت قليلة، إلا أن الدكتور بوز استمر في ذلك، وفي عام 1968 قدم البوس 901 مباشر/ أنظمة عكس مكبر الصوت، والذي أصبح من أكبر المبيعات لأكثر من 25 سنة وجعل اسم بوز راسخا، ومقره في فرامنجهام، ماس، كشركة رائدة في السوق في مكونات الصوت ذات القدرة العالية من المنافسة، وخلافا لمكبرات الصوت التقليدية، والتي تشع الصوت الوحيد للأمام، ويستخدم 901s كمزيج من الصوت المباشر والمنعكس.
وشملت الاختراعات الأخيرة موجات راديو بوز الشعبية وسماعات إلغاء الضوضاء، والتي كانت فعالة جدا وتم الاعتماد عليها من قبل الطيارين العسكريين والتجاريين.
وسمح برنامج البرمجيات لبوز للهندسة الصوتية بمحاكاة الصوت من أي مكان في القاعة الكبيرة، وحتى قبل أن يُبني الموقع. واعتاد النظام على إنشاء نظام صوت لمثل هذه المساحات المختلفة مثل ستابلز سنتر في لوس أنجلوس، ومنيسة يسيتين والمسجد الحرام والحرم المكي في مكة.
وفي عام 1982، بعض من كبار صانعي السيارات في العالم، بما في ذلك المرسيدس والبورش، بدأوا في تركيب أنظمة صوت بوز في سياراتهم، وتبقي العلامة التجارية المفضلة في هذا القطاع من السوق.
وتفانى الدكتور بوز في بحثه والذي تقابل مع شغفه بالتدريس، بعد أن حصل على البكالوريوس والماجستير ودرجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1950، وعاد الدكتور بوز من منحة فولبرايت في مختبر الفيزياء القومي في نيو دلهي وانضم إلى كلية المعهد في عام 1956.
وكان يدرس هناك لأكثر من 45 عاما، وفي عام 2011، تبرعت أغلبية أسهم شركته للمدرسة. وقدم المعهد هدية مع أرباح نقدية سنوية. فمعهد ماس للتكنولوجيا لا يمكن أن بيع الأسهم ولا يشارك في إدارة الشركة.
وقال أستاذ الهندسة في معهد ماس للتكنولوجيا الآن في أوبنهايم وهو زميل بوز منذ وقت طويل إنه ترك أثرا طيبا في الفصول وكذلك في شركته، لافتا إلى أنه ذات شعبية في مجال الصوتيات وفي الكثير من حياته كان يهتم بالإلكترونيات.
وقال البروفيسور أوبنهايم أنه لم يتحدث فقط عن الصوتيات ولكن تحدث أيضا عن الفلسفة، والسلوك الشخصي، وما هي أهميته في الحياة، مضيفا " لقد كان شخصا له معايير استثنائية".
وكان رئيس معهد سالك في حي لا جولا في سان دييجو الدكتور ويليام أر برودي، طالبا في فصل الدكتور بوز في عام 1962. وأخبر ويليام مجلة العلوم الشعبية"لقد أعطاني فصله الشجاعة لمعالجة المشاكل ذات المخاطر العالية وتجهيزي بمهارات حل المشاكل، لقد كنت بحاجة لأكون ناجح في العديد من المهن. لقد علمني عمار بوس كيف أفكر".
ولد عمار جوبل بوز في 1929 في فيلادلفيا، وكان والده، نوني جوبل بوز، مناضلا بغية الحرية والذي كان يدرس الفيزياء في جامعة كالكتا عندما تم القبض عليه وسجنه لمعارضته الحكم البريطاني في الهند، وهرب إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 1920، حيث تزوج من مدرسة أميركية.
وفي سن الـ13، بدأ الدكتور بوز في إصلاح أجهزة الراديو واضعا من أمواله في جيبه لتصليح المحلات في فيلادلفيا، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كافح والده لاستيراد بعض الأعمال.
وساعدت إصلاحات الدكتور بوز الإلكترونية في دعم ومساندة الأسرة، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، تم قبوله في معهد ماس للتكنولوجيا في عام 1947، حيث درس ما تحت علم الرياضيات نوربرت وينر، جنبا إلى جنب مع الدكتور لي.
وأمضي الدكتور بوز عدة أسابيع كل عام لعطلته في منزله بهاواي، حيث كان متعطشا كلاعب للريشة الطائرة وسباحا ماهرا.
وكان الدكتور بوز وزوجته السابقة بريما، لديه اثنين من الأطفال فانو، وهو الآن رئيس شركته الخاصة، ومايا بوز، والتي نجت منه، كما فعلت زوجته الثانية أورسولا، وحفيد واحد.