البطاريق

كشف مجموعة من الباحثين أن البطريق في القطب الجنوبى يقفز في مياه تبلغ 40 درجة تحت الصفر غير أن ريشه لا يتجمد أبدًا، مشيرين إلى أنه جرى التوصل إلى زيت خاص في ريش بطريق "الغنتو" يجعله يصد المياه وبالتالي لا يتجمد.

ويقدّم باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنغلوس نتائجهم، الثلاثاء، في بوسطن في ماساتشوستس، وأصبح Pirouz Kavehpour أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضاء في جامعة كاليفورنيا مهتما بريش البطريق بعد مشاهدة فيلم وثائقي، إذ لاحظ أن ريش البطاريق لا يتجمد على الرغم من خروجه من ماء بارد في درجات حرارة تحت الصفر.

وتواصل Kavehpour مع الخبيرة البارزة في طيور البطريق، جودي سانت، مؤكدة أن أحدا لم يهتم بوجود جليد على ريش طيور البطاريق السليمة صحيًا، ولمعرفة السبب بدأ فريق من الباحثين في دراسة ريش البطاريق الذي تبرعت به منظمة San Diego SeaWorld باستخدام المجهر الإلكتروني.

وركز الفريق على ريش بطريق "الغنتو" الذي يعيش في القطب الجنوبي وفي الأجزاء الجنوبية في أميركا الجنوبية مع مقارنته ببطريق "ماغلان" الذي يعيش في مناخ دافىء في شمال تشيلي والأرجنتين والبرازيل، وكشف الباحثون أن الريش في بطريق "الغنتو" يقع على مسام صغيرة تجعل سطح الجلد يصد المياه، كما ينتج البطريق زيتا عن طريق غدة بالقرب من قاعدة الذيل، وتساعد مسام الجلد الضيقة مع الزيت في جعل ريش البطريق طاردًا للمياه في المناخ البارد دون الصفر.

وكشف الباحثون أن البطاريق التي تعيش في مناطق دافئة يفتقر جلدها إلى المسام الصغيرة على ريشها كما أنها تنتج نوعًا مختلفًا من الزيت ما يجعل الريش غير طارد للمياه.

ويعتقد فريق الباحثين أنّ الشكل الكروي يساعد في تأخير تشكيل الجليد حيث يصعب للحرارة أن تتدفق من قطرات المياه، إذا كانت الأخيرة لا تلامس السطح بشكل قوي، وحرص الباحثون على اكتشاف سر عدم وجود جليد على ريش البطريق لأنه ربما يساعد في منع تكوين الجليد على أجنحة الطائرة على سبيل المثال، حيث أن تكون الجليد على اللوحات يمكن أن يغير الخصائص الديناميكية الهوائية للطائرة ما قد يؤدي إلى تعطلها.

وتحرص شركات الخطوط الجوية على بذل الوقت والمال لتطبيق كاسحات للجليد في الطائرات التي تطير في الشتاء، وباستخدام الأسطح الطاردة للمياه المستوحاة من البطريق تكون هذه وسيلة أرخص وأكثر ملائمة للبيئة لمنع تكون الجليد، وأضاف Kavehpour "من المفارقات أن طيرًا لا يطير يمكنه مساعدة الطائرات على أن تطير في أمان أكثر".