حيوانات تموه ذاتها

اكتشف العلماء طريقة جديدة تمكَنهم من متابعة تمويه الطيور لحماية نفسها وبيضها من الافتراس. حيث تمتلك الكثير من الحيوانات خاصية التمويه الذاتية لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة والبقاء مختفية، وتعتمد بالغالب على تمويه لونها لتكون قادرة على مطابقة البيئة التي من حولها منعا للافتراس. كما تمتلك الحيوانات مستويات مختلفة من رؤية الالوان مقارنة بالبشر، وبعضها لديه قدرة أكبر لرؤية الألوان أكثر وضوحًا، في حين يكون من الصعب على الانسان رؤية الطيور في أعشاشها على الأشجار، تستطيع حيوانات أخرى استكشافها بسهولة.
 
واستخدم علماء من جامعتي اكستر وكامبريدج التصوير الرقمي المتطور لاختبار مدى فاعلية الاستراتيجيات المختلفة للتمويه التي تستخدمها الحيوانات في الواقع، ووجدوا أن الطيور وبيوضها في زامبيا تطابق بيئة محيطها أو تناقضها مما يوفر لها فرص البقاء على قيد الحياة.


 
ويشرح باحث في مركز اكستر للحفاظ على البيئة جوليون تروسانكو، "نحن نعلم أن طرق تمويه الحيوانات لنفسها تطورت على مدى ملايين السنين كي تساعدها من الهرب من الحيوانات المفترسة، وهو مثال كلاسيكي من الطبيعة، ومع ذلك على الرغم من أن فكرة التمويه تبدو واضحة، إلا أن دراستها على الطبيعة أمر صعب".
 
وأضاف تروسانكو، "ويرجع ذلك جزئيا الى صعوبة العثور على الحيوانات التي تستخدم خاصية التمويه في الطبيعة والبرية، لأنها تميل للتحرك في محيط صغير، مما يجعلها تخير مظهرها باستمرار بناء على شكل البيئة". وتابع "وبالإضافة الى ذلك، كان علينا تحديد الحيوانات المفترسة التي تأكل الأعشاش حتى نتمكن من أن نأخذ بعين الاعتبار النظم البصرية المختلفة لها." وتناولت الدراسة الطيور التي تبنى أعشاش لتبقى بيضها في مكان ثابت في فترة الحضانة لمدة شهر.


 
وقارن الباحثون كل الطيور البالغة وبيضوها، مع محيطهم المختار، وراقبوا أيضا الأعشاش التي عثرت عليها الحيوانات المفترسة مثل النمس والقرود وأنواع اخرى من الطيور وحالات تعرض الفراخ للجوع. ومكنت الكاميرات الرقمية والنماذج الحاسوبية العلماء من رؤية الأعشاش كما تراه الحيوانات المفترسة، مما مكنهم من تكوين فكرة عن الألوان التي تراها الطيور مثل موجات الأشعة الفوق بنفسجية، فيما استطاع النمس رؤية الأزرق والأصفر فقط.
 
وأظهر النتائج أن أنواع الطيور القادرة على الهرب من العش عند اقتراب الحيوانات المفترسة مثل الزقرازق تكون بيضوها أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة حتى معاد التفقيس إذا استطاعت مطابقة محيطها كما تراه والدتها التي فرت من العش.
 
وأكد الاستاذ المشارك في عالم البيئة في جامعة اكستر مارتن سيتفنز، "على الرغم من هذا التاريخ الطويل من البحث، أصبح لدينا أول دراسة تظهر مباشرة كيفية تمويه الحيوانات لنفسها من خلال تقنية تطابق عيون الحيوانات المفترسة، وهذا يؤثر بشكل مباشر في احتمال أن تكون مرئية وبالتالي عرضة للافتراس".