واشنطن - عادل سلامة
بدأت في الثمانينات، عندما نحت نافخ الزجاج البوهيمي ليوبولد بلاشكا نماذجًا من المخلوقات تحت الماء، جارت الثورة الصناعية والنمو السكاني وتغير المناخ على التنوع البيولوجي البحري. وعلى مدار أكثر من 3 عقود، و باستخدام تقنيات الخبراء، استطاع ليوبولد وابنه رودولف، صناعة نحو 10آلاف تمثال بحري يدويا، ومن بينها الأخطبوط وشقائق النعمان ، والحبار، وفي عالم ما قبل استطلاعات الغوص، فإن التصوير تحت الماء أو نماذج بلاشكا، كانت بمثابة "مصدرا تعليميا قيما للجامعات في جميع أنحاء العالم التي تجمع عينات من الحياة البحرية المصنوعة من الزجاج. وتضم أكبر هذه المجموعات تضم 570 نموذجا، في جامعة "كورنيل" في الولايات المتحدة، والتي لا تزال حتى الآن في طي الكتمان ومحفوظة في حالة يرثى لها.
وبدأت الدكتورة درو هارفيل، عندما كانت أستاذا في التسعينات، في فهرسة المجموعة، واكتشف "كبسولة الزمن" في القرن الـ19 للأحياء البحرية. وقالت:"هناك قيمة في المجموعة بأكملها"، "وهذا ما نستطيع أن نراه منذ 150 عاما، مجمدا في الوقت الحالي"، وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية.
وبصرف النظر عن كونها دراسة علمية، فإن "بحر من الزجاج" دراسة فنية أيضا تضم أشكالا من الكائنات البحرية فريدة من نوعها، إذ أنه "لا أحد على وجه الأرض يمكن أن ينتج أشكال هذه المخلوقات من الزجاج" وفقا لما قالته هارفيل، التي قارنت نماذج بلاشكاس بالفنان الكبير طيوري جون جيمس أودوبون، مع وجود فارق يتمثل في أن النماذج الزجاجية لا تزال تحتفظ بوظيفتها العلمية حتى اليوم، إذ "تستخدمها في التدريس، فطلابها لا يمكن أبدا أن يروا مثل هذه المجموعة من اللافقاريات الحية". وتبدو أن هارفيل تعتبر أن أعمال بلاشكاس من "روائع الفن" وأنها "تجسد العالم السحري تحت البحر إلي الحياة". ووفقا للصحيفة، نُشر "بحر من الزجاج" من تأليف درو هارفيل ، بطباعة جامعة كاليفورنيا بسعر 22.95 استرليني.