كامبالا ـ وليد محسن
حذّر العلماء من أن ارتفاعا كبيرا في مستويات غاز الميثان في الجو سيعرقل خطط خفض ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ووفقا إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية، في بحث نُشر هذا الشهر من قِبل الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي، يقول الباحثون إن مستويات الميثان، وهو غاز قوي من الغازات الدفيئة، ارتفعت خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وأضاف الباحثون أنه يجب اتخاذ إجراء عاجل لوقف مزيد من الزيادات في مستويات الميثان في الغلاف الجوي، لتجنب إثارة ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أكثر من درجتين مئويتين.
وقال البروفيسور إيوان نيسبت، من كلية رويال هولواي، جامعة لندن: "إن ما نشهده الآن مقلق للغاية"، موضحا: "إنه أمر مقلق بشكل خاص لأننا ما زلنا غير متأكدين من مدى ارتفاع مستويات الميثان في الغلاف الجوي للكوكب ومدى تأثيره الخطير"، ويتم إنتاج غاز الميثان بواسطة الماشية، ويأتي أيضًا من النباتات المتحللة والحرائق ومناجم الفحم ومصانع الغاز الطبيعي، وهو في كثير من الأحيان يعدّ سببا لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي أكثر من ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ومع ذلك فإنه يوجد بمستويات أقل بكثير في الغلاف الجوي.
أقرا ايضًا:
"غازات سامة" تُهدد روسيا خلال فصلي الصيف والربيع المُرتقبين
ووفقا إلى البروفيسور نيسبت فإنه خلال منتصف القرن العشرين ازدادت مستويات الميثان، ومعظمها نتجت عن مصادر الوقود الأحفوري، في الغلاف الجوي، لكن بحلول بداية القرن الحادي والعشرين استقرت مستويات الميثان، كما أضاف: "بدأت المستويات في الارتفاع في عام 2007.وبدأت هذه الزيادة في التسارع بعد عام 2014 واستمرت في النمو السريع".
وتشير الدراسات إلى أن هذه الزيادات من المرجح أن تكون بيولوجية في الأصل. ومع ذلك فإن السبب الدقيق لا يزال غير واضح. ويعتقد بعض الباحثين بأن انتشار الزراعة المكثفة في أفريقيا قد يكون سببا في ذلك، لا سيما في المناطق الاستوائية حيث تصبح الظروف أكثر دفئا ورطوبة بسبب تغير المناخ، وتؤدي أعداد الماشية المتزايدة، بالإضافة إلى المستنقعات الأكثر رطوبة والدافئة، إلى إنتاج المزيد من الميثان.
يدرس الآن هذه الفكرة بالتفصيل فريق من الباحثين بقيادة نيسبت، الذي تم تمويل عمله من قبل مجلس أبحاث البيئة الطبيعية، وهذا الشهر أكمل الفريق سلسلة من الرحلات الجوية فوق أوغندا وزامبيا لجمع عينات من الهواء فوق هذه البلدان.
وأضاف نيسبت: "لقد بدأنا للتو في تحليل البيانات الخاصة بنا، لكننا وجدنا بالفعل أدلة على أن نسبة كبيرة من الميثان توجد الآن فوق مستنقعات بحيرة بانغويل في زامبيا"، ومع ذلك يحذّر علماء آخرون من أنه يمكن أن يكون هناك تأثير أكثر شراسة إذ قد تتغير المواد الكيميائية الطبيعية في الغلاف الجوي التي تساعد على تكسير الميثان، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مما يؤدي إلى فقدان قدرتها على التعامل مع الغاز ما يزيد من مستوياته في الجو، وبالتالي لن يفقد غلافنا الجوي قدرته على تطهير الملوثات لأنها تسخن، وهو رد فعل مناخي يسمح فيه الاحترار بمزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالوجود في الغلاف الجوي، وبالتالي إطلاق المزيد من الاحترار.
ووافقت الدول عام 2016 في باريس، على التعاون للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية والوصول بحد أقصى إلى ارتفاع 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وإذا أمكن، للحفاظ على هذا الارتفاع إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، وكان من المسلم به أن تحقيق هذا الهدف سيتم عن طريق الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري والذي سيكون من الصعب دائما تحقيقه، إلا أن الزيادة في نسبة الغازات الدفيئة المختلفة مثل الميثان تعني أن هذه المهمة ستكون أصعب بكثير.
وقال نيسبت: "كان من المفترض، في وقت اتفاقية باريس، أن خفض كمية الميثان في الغلاف الجوي سيكون سهلا نسبيا وأن التحدي الشاق الذي سنواجهه هو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن الآن الأمر لا يبدو بهذه البساطة فنحن لا نعرف بالضبط ما يحدث"، وأضاف "في كل الأحوال نحن نواجه مشكلة مقلقة، ولهذا السبب من المهم أن نتخذ إجراءات في أقرب وقت ممكن".
وقد يهمك أيضًا:
اكتشاف كميات هائلة من غاز "ثاني أكسيد الكربون" في قاع المحيط الأطلسي
علماء يرصدون صدعًا جليديًا ضخمًا شمال غرب غرينلاند