واشنطن ـ رولا عيسى
كشف العلماء أن الكلاب يقضون نحو نصف ساعة من العويل والنباح بعد أن يغادر صاحب الكلب المنزل ويتركه بمفرده، ويستمر العذاب لدى بعض الحيوانات الأليفة لساعات، وكشف اثنان من كبار الخبراء في سلوك الكلاب كيف تتصرف الكلاب عند تركها وحيدة في المنزل، ويشير الباحثون إلى أن الدقائق الأولى من العزلة هي الأكثر إجهادا للكلب.
وأوضحت أليس بوتر عالمة الحيوانات الأليفة في RSPCA "يتضح رد فعل الانفصال قريبا بعد رحيل المالك وعادة ما يبدأ في غضون 30 دقيقة وغالبا خلال الدقائق الأولى، وتعد العلامات السلوكية الشائعة المرتبطة بالعزلة سلوكا مدمرا غالبا ما يستهدف الباب الذي تركه المالك من خلال أنواع مختلفة من الأصوات مثل العواء والنباح والأنين بالإضافة إلى التبول والتغوط، وتشمل علامات التوتر الأخرى اللعاب المفرط وتشويه الذات والسلوك المتكرر والقيء".
وقالت الدكتورة إميلي بلاكويل الخبيرة في التفاعلات بين الإنسان والحيوان من جامعة بريستول إن الكلاب تعاني من التوتر الشديد بعد مغادرة صاحبها المنزل لأنهم تعلموا الاستجابة للإشارات التي تشير إلى ذهابك، وأضافت "الكلب يعرف متى يكون مالكه على وشك مغادرة المنزل، مثل التقاط المفاتيح وارتداء الحذاء، وتعد هذه الأشياء مؤشرات للكلاب على أن شيئا سيئا على وشك الحدوث ما يسبب لهم التوتر، وبالنسبة إلى الكلاب في غضون 10 دقائق من مغادرة المالك تميل الكلاب إلى إظهار علامات القلق التي تشمل النباح أو العويل أو خدش الباب"، أما الساعات القادمة من تركهم بمفردها تعتمد على شخصة الجرو.
وتمضي الكلاب الأكثر عرضة للتوتر ساعات في الصعود والهبوط سريعا في انتظار عودة أصحابها، وتابعت الدكتور بلاكويل "الكلاب التي لديها مشاكل مع العزلة تميل إلى عدم الاستقرار لفترة طويلة على الإطلاق حتى عندما يكون المالك بالخارج لساعات، وعادة ما يقضون أقل من دقيقة يستريحون قبل الاستيقاظ والتحرك مرة أخرى، ولذلك تشعر تلك الكلاب بالاضطراب الشديد، وتشعر هذه الكلاب بالتعب عندما يعود المالك إلى المنزل وتستقر للنوم فقط في هذه المرحلة"، وأفادت بلاكويل أن الكلاب تحرص على العواء باستمرار لكنها تأخذ فواصل قصيرة للاستماع لمعرفة ما إذا جاء صاحبها.
وأوضحت السيدة بوتر أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان الكلب من المرجع أن يكون قلقا عند مغادرة المنزل، مضيفة "الاضطراب من العزلة يعد مشكلة خفية وتحدث فقط عند غياب المالك، ويوصى أن يحاول جميع المالكين تصوير كلابهم عند تركهم بمفردهم من وقت لآخر للتأكد من أنهم لا يظهرون علامة خفية على التوتر مثل الارتجاف أو السرعة أو الأنين"، وأظهرت الأبحاث السابقة من جامعة بريستول أن كلاب pedigree تعاني من قلق الانفصال والعزلة بشكل أكبر، كما تعد كلاب Labradors وretrievers أكثر عرضة بشكل خاص، وبينت الدكتورة بلاكويل أن الكلاب الشابة أكثر عرضة للمعاناة من دون أصحابها.
وأضافت بلاكويل "يصل الشعور باضطراب الانفصال لدى الكلاب في عامين من العمر، ولكن الكلاب في أي عمر يمكن أن تعاني من هذه الحالة"، وأفادت بوتر أن هناك 4 خطوات يمكن اتباعها لمساعدة الكلاب على التعامل مع غياب صاحبه، وتابعت "من المهم عدم معاقبة الكلب الخاص بك إذا ذهب إلى المرحاض أو إتلافه أي شيء أثناء وجودك بالخارج لأنه يشعر بالتوتر بشكل أكبر نتيجة تركه وحيدا ما يمكن أن يؤدي إلى تدمير علاقتك به، وسيكون كلبك أكثر استرخاء عند ذهابك إذا تمت تغذيته وتدريبه قبل المغادرة".