واشنطن ـ رولا عيسى
يعمل تناول الكحوليات، على تدمير علاقات طويلة الأجل، وفقا للعلماء الذين وجدوا أنه حتى فئران البراري تنفصل إذا بدأ الذكور في الشرب، وفئران البراري هي واحدة من الثدييات التي لها شكل العلاقات الأحادية للزواج على المدى الطويل، وفي دراسة جديدة، كان من المرجح أن يذهب الذكر الذي شرب الكحول لأن يتزوج من أنثى أخرى في حين أن الذكور الأخرى لا يفعلوا ذلك.
وتشير النتائج إلى أن الصلة بين شرب الكحوليات وانهيار العلاقات قد يكون لها أساس بيولوجي، وأراد الباحثون معرفة ما إذا كانت إشكالية الشرب تسهم بشكل مباشر في انهيار العلاقات، أو إذا كانت تجربة فشل العلاقات تدفع الناس التعساء للشرب، إن فهم ما إذا كانت آثار الكحول على الدماغ تسهم بشكل مباشرة في انهيار العلاقة يمكن أن تساعد الباحثين على فهم ومعالجة السلوك البشري الإشكالي هذا.
أما فئران البراري، وهي قوارض صغيرة وجدت في أميركا الشمالية، فهي توفر نموذجا لدراسة هذه الظاهرة المعقدة. قال أندري ريابينين، من جامعة ولاية أوريغون الصحة والعلوم وأحد مؤلفي الدراسة: "نحن نعلم أنه عند البشر يرتبط شرب الخمر مع زيادة معدلات الانفصال عند الأزواج عندما يكون احدهم شره الشرب والاخر ليس كذلك، في حين أن معدلات الانفصال لا تزيد عندما يشرب كلا الشريكين بطريقة مماثلة ، أو لا يشربا على الإطلاق، ولا تشكل العديد من القوارض مرافقة اجتماعية على المدى الطويل وليس الكثير من القوارض ترغب في شرب الكحول, ومع ذلك، فئران البراري هي غير عادية لأنها أحادية اجتماعيا، وتحب شرب الكحول، لذلك فهي مثالية للتحقيق في دور الكحول في العلاقات ".
وأظهرت فئران البراري، في الفحوصات المخبرية، تفضيلها للكحول عن طيب خاطر على الماء، في حين أن الفئران والجرذان رفضت ذلك، وسمح الباحثون لفئران البراري الذكور والإناث بتشكيل روابط اجتماعية على مدى أسبوع واحد، ثم أعطى الباحثون الذكور فرصة الحصول على محلول كحول بتركيز 10 في المائة، في حين لم يسمح للإناث إلا بالمياه أو كان لديهم أيضا إمكانية الحصول على الكحول. وفي مجموعة المراقبة، كان لكل من الذكور والإناث إمكانية الحصول على المياه فقط، ثم أعطى الباحثون لكل من الذكور خيارا بين إن يتقرب من أنثي إلى جانب شريكته أو يختار أنثى جديدة. من خلال توقيت ما هي المدة التي قضاها الذكور بجانب كل أنثى، يمكن للباحثين تحديد قوة الارتباط بين الذكور والإناث الأصلية.
ووجد الباحثون أن الأزواج من فئران البراري تصرفوا مثل الأزواج من حيث كيفية تأثير الكحول على علاقاتهم. خلال اختبار الاتصال الاجتماعي، الذكور الذين كانوا في حالة سكر هم وحدهم قضوا وقتا أقل مع شريكهم من الإناث الأصلية، في حين أن أولئك الذين لم يشربوا أبدا أو أولئك الذين كانوا في حالة سكر هم والإناث تجمعوا معهم لفترة أطول. وتشير هذه النتائج إلى أن الشرب يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على علاقات فئران البراري، بعد ذلك بحث الباحثون ما إذا كانت هناك أي تغييرات في أدمغة فئران البراري. أظهر الذكور الذين كانوا في حالة سكر وحدهم تغييرات في منطقة الدماغ تسمى المنطقة الوسطي الرمادية التي قد تكون مسئولة عن هذه الآثار. هذه المنطقة من الدماغ هي التي تقمع الألم.
وقال الدكتور رايبينين إنّه "لقد حددت نتائجنا لدي فئران البراري آلية بيولوجية يمكن أن تفسر العلاقة بين تناول الكحوليات وانهيار العلاقة، ولكننا سنحتاج إلى القيام بمزيد من العمل لتأكيد ذلك بالنسبة للبشر، في الدراسات المستقبلية، سنكون قادرين على العثور على استراتيجيات للتغلب على الآثار السلبية للكحول، لتحسين العلاقات التي تتدهور بسبب إشكالية الشرب".